تتسابق من أجل أن تحلق بركب الصالحين نحو جنات الخلد، وتعمل ما في وسعك من أجل أن تحقق تلك القوة الجبارة التي تجعلك تترك كل ما يهدر أوقاتك ويجعلك حبيس توافه الأمور.. بصورة بسيطة تستطيع أن توطن نفسك لتكون في منازل الخير إن استطاعت أن يكون همها الله تعالى في جميع مناحي حياتها.. فهي تصبح وتمسي ليس لها أي هم إلا رضا المولى الكريم عنها بصالح الأعمال والأقوال.. يقول ابن القيم رحمه الله: «إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها، ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم؛ فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره؛ ويعصر أضلاعه في نفع غيره».

تعلم علم اليقين أنك إن استطعت أن تجعل مولاك الكريم في كل عمل تقدم عليها في مسير الحياة، فإن نفسك ستستريح من عناء الأيام وثقلها، وستجد الراحة والسكينة فيما تقوم بها من خير من أجل أن تثقل موازين الحسنات.. ليس من السهل أن تجعل حياتك كلها لله، وليس من السهل أن تفكر تفكيرا شموليا في شمولية الأجور في كل حياتك، فهناك من حصر الطاعة والعبادة في ركعات يركعها وصفحات من القرآن يقرأها.. فالشمولية إنما تتحقق بما تحمله في قلبك من أجل أن تكون في مصاف «الخيرية» وهو المرتبط «بصلاح النيات» فتشغل نفسها بطاعة الله وذكره وشكره، فتكون محبة الله هي الأصل في العبودية.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان «السكينة والطمأنينة والإيمان المتجذر في النفس» ومنها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..».

لن تتحقق السكينة أبدا إن ظل حب الدنيا يتملك قلب المرء، وظلت أعماله تغوص في ملذات دنيوية زائلة فكل ذلك لا يزيد قوة الإيمان في النفس.. نحتاج إلى السكينة قبل أن يفوتنا قطار العمر.. نحو الزوال الأبدي.. رحمنا الله بواسع رحمته.

* لمحة:

«ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا».