يؤكد التاريخ على مر الأزمان بأن جمهورية مصر العربية هي «قلب» الوطن العربي، وهي كما قلب الأم الحاني المعطاء، الذي يعطي دونما حدود، هذا القلب الذي كان ومازال منشغلاً باستقرار المنطقة العربية وقضاياها.

عندما نتحدث عن جمهورية مصر العربية، فإننا نتحدث عن هذه الدولة العربية العريقة التي تسعى لأن تجمع الدول العربية تحت مظلة «القومية العربية»، هذه الدولة التي تعتبر مركزاً هاماً لاستقرار المنطقة بأسرها، عندما نتحدث عن «مصر» فإنها هذه الدولة «القاهرة» لكل من يريد النيل من أمن واستقرار الدول العربية، عندما نتحدث عن «مصر» فإننا نتحدث عن أحد الأذرع الأمنية التي تعتبر أمن مملكة البحرين والخليج العربي جزءاً لا يتجزأ من أمنها.

نحمل نحن البحرينيين الكثير من الود لأهل مصر، فمصر حاضرة في قلب كل فرد منا، ولكل فرد منا ذكرياته الخاصة أو المشتركة مع هذه الدولة العملاقة التي صدرت لنا العديد من المفاهيم بدءاً وانطلاقاً من «القومية العربية» التي نحن بأمس الحاجة لإعادة الإيمان بها مجدداً، وصدرت لنا العلوم والثقافة والإعلام والتاريخ والكثير الكثير مما لا يمكن أختزاله في مقال واحد.

وكم أتمنى أن نعيد بناء جسور الاستفادة من المقومات المهمة التي تملكها جمهورية مصر ليس على الصعيد الأمني والاقتصادي واللذين يعتبران أهم وأكبر الملفات المتبادلة بين البلدين حالياً، بل أنني أعني أن يكون هناك انفتاح أكبر بين البلدين في مجال العلوم والثقافة والإعلام، ولعلني هنا أقف عند ما ذكرته سعادة سفيرة جمهورية مصر العربية بمملكة البحرين السفيرة سهى الفار عندما أكدت عبر لقاء تلفزيوني لها على قناة البحرين الفضائية إلى أهمية فتح أرضية مشتركة بين الشباب البحريني والمصري لخلق لغة حوار «متناغمة». وأعتقد أن هذه هي خطوة في الطريق الصحيح لاسيما في حالة «الاغتراب» الذي يعيشه الشباب العربي حالياً، وإيمانه بأفكار غربية بعيدة كل البعد عن مجتمعه العربي ودينه وثقافته.

زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للبحرين، زيارة غالية على قلوب كل البحرينيين، وغالية وعزيزة أيضاً على قلب «ملك القلوب» حمد بن عيسى، فجلالته حفظه الله يبدي حباً واعتزازاً كبيرين بالعلاقات البحرينية المصرية، كما يبدي جلالته تشرفه بالمواقف الثابتة والمشرفة لجمهورية مصر العربية في الوقوف في صف البحرين والخليج العربي.

فحللتم أهلاً.. ونزلتم سهلاً.. يا فخامة «الرئيس» في بلدكم الثاني البحرين.