باستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، رؤساء المآتم الحسينية وأعضاء الهيئة العامة للمواكب الحسينية الأحد الماضي بقصر القضيبية العامر يتأكد ما قاله سموه بأن «ما يجمع بين أبناء البحرين من قيم التواصل والمحبة لم ولن تتغير مهما حاول البعض زرع الشقاق» وأن «كل الأحداث التي مرت بالبحرين لم تستطع أن تؤثر في تماسك شعبها». وكان جميلاً ما احتوته الكلمة التي ألقاها غازي عبدالمحسن نيابة عن الحضور وجميع مآتم البحرين في المدن والقرى من معانٍ وتأكيد على أن صاحب السمو يسير في رعايته الكريمة للمواكب الحسينية «على نهج الحكام من آل خليفة الكرام الذين قاموا برعاية المواسم العاشورائية كابراً عن كابر، ووفروا لها كل سبل الرعاية الكريمة من أجل إنجاحها وحتى تظهر بالشكل الذي يليق بمملكة البحرين.. بلد التسامح والتعايش بين جميع فئاتها» وأن «آل خليفة الكرام أخذوا على عاتقهم أمانة استمرار هذه المواكب الحسينية، وهي أمانة صانوها وخلدوها وتوارثتها الأجيال».

الفقرة السابقة تكفي ليعرف العالم كله ما هي البحرين وكيف هي العلاقة فيها بين الحكومة والشعب وكيف أن أحداً لا يستطيع أن يؤثر سلباً في قيم التواصل والمحبة التي هي أساس هذا المجتمع، وأن ما يجمع بين أبناء البحرين -كما قال صاحب السمو- لم ولن يتغير مهما حاول البعض زرع الشقاق، والدليل هو أن كل الأحداث التي مرت بالبحرين على مدى السنوات السبع الماضية، وهي أحداث صعبة ومريرة، لم تستطع أن تؤثر في تماسك شعب البحرين الذي يقدر لآل خليفة الكرام إصرارهم وتمسكهم بقيم التواصل والمحبة والتي مثالها العملي استقبال صاحب السمو للمعنيين بتنظيم برنامج ذكرى عاشوراء.

الحقيقة الثابتة هي أن المواقف التي مرت بها البحرين في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص عبرت عما يحمله هذا الشعب من ولاء ومحبة للوطن وللدولة وللحكومة وأكدت في المقابل بأن الدولة مستمرة في دعم ومساندة كل عمل يهدف إلى الحفاظ على وحدة الوطن ونمائه وتقدمه وأن قوة مجتمع البحرين كامنة في وعي أبناء البحرين وتماسكهم، وكل هذا تم التأكيد عليه في هذا اللقاء الذي هو المثال العملي على كل ذلك.

التسهيلات التي تقدمها الدولة والحكومة لإنجاح موسم عاشوراء في كل عام، والجهود التي تبذلانها في رعاية المناسبات الدينية ودور العبادة في كل وقت يقابله المسؤولون عن تنظيم المواكب الحسينية والمشاركون في موسم عاشوراء بالشكر والتقدير. يظهر ذلك جلياً في ما قيل في زيارتهم الأخيرة لصاحب السمو، وما قيل بعدها، وفي جهودهم وتعاونهم في جعل الموسم متميزاً وخالياً من كل ما قد يعكر الصفو، وفي منعهم مريدي السوء من التغلغل بينهم واستغلال ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام لتحقيق مآربهم، حيث يؤدي التعاون بين المشاركين في موسم عاشوراء والمسؤولين عن تنظيم المواكب الحسينية، والتعاون بين هؤلاء المسؤولين والجهات الحكومية المكلفة بتقديم كل ما يلزم يؤدي إلى نجاح الموسم وعدم حصول ما يجرحه وخروج المناسبة على الوجه الأكمل.

«الحفاظ على قيم التواصل وتعزيز اللحمة الوطنية درب لن نحيد عنه أبداً.. وسنواصل بذل مزيد من الجهود في تعزيز نهضة البحرين وتقدمها»، هذه هي الرسالة التي حرص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، على التأكيد عليها في هذا اللقاء، وهي عبارة تتضمن إلى جانب تقدير الدولة لكل من يعطي هذا الوطن ويخدمه ويدافع عنه تأكيد على التزام الدولة والحكومة وحرصها على بذل كل الجهود لتعزيز نهضة البحرين وتقدمها والارتقاء بشعبها الذي ظل دائماً المثال الذي يتعلم منه الآخرون في نبذ الفرقة والعمل بروح الأسرة الواحدة.