لإحياء طرِيق الحرير التّاريخيّ وتطويره، جاء طرِيق الحرِير الجَدِيد في القرن 21 تحت شعار «حزام واحد، طريق واحد»، إذ يعد طريق الحرير مُبادرة عُرفت أيضاً باسم «الحزام والطرِيق». ويتضمن المشروع تشييد شبكات الطرق وسكك الحديدية، إلى جانب أنابيب الغاز والنفط، وخطوط الإنترنت والكهرباء ومختلف البنى التحتية. ومن المهم التذكير بأن طريق الحرير سيمتد إلى دول الخليج العربي التي مهدت بدورها للارتباط بهذه الفرصة الاقتصادية الهامة والكبيرة عبر بناء موانئ جديدة ومن خلال إبرام سلسلة من الاتفاقيات في مجالات متنوعة مع الصين.

ثمة مستقبل واعد بين الصين ودول الخليج، إذ تعد الصين الجهة الأولى لصادرات النفط الخليجي إلى جانب الهند ودول آسيوية أخرى، هذا ناهيك عن تصدير الصين للكثير من منتجاتها إلى دول الخليج. يضاف إلى ذلك أن الصين قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية يعتمد عليها، بل إنها قوة سكانية متنوعة تضم 55 قومية، من بينها 10 قوميات مسلمة. ومن بين هذه القوميات المسلمة يأتي مسلمو الإيغور المتحدرة أصولهم من الشعوب التركية. يميز مسلمو الإيغور اعتبارهم لأنفسهم بأنهم الأقرب عرقياً وثقافياً لأمم آسيا الوسطى، ويشكلون 45% من سكان تركستان الشرقية «شينغيانغ». يواجه مسلمو الإيغور تمييزاً لإعلانهم استقلالهم في مطلع القرن 20، رغم أن المنطقة خضعت لسيطرة الصين الشيوعية بالكامل «1949».

وتتضارب وجهات النظر، فالإيغور يتهمون السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم، أما الصين فتقول إن ميليشيات الإيغور تشن حملة عنف وتآمر للقيام بعمليات تفجير وتخريب وعصيان مدني بغية إعلان دولة مستقلة. يشار أيضاً إلى أن الصين قد قتلت حوالي 200 شخص في أحداث عنف وقعت في عاصمة الإقليم أورومكي في يوليو 2009. وفي 2011 تم تعيين الطاغية تشين تشوانغو -رئيس للحزب الشيوعي الصيني، ففتك بالمسلمين عبر إطلاقه أول نظام أمني له، وهو ما يسمى بـ«مراكز الشرطة الملائمة»، وقد كان تشوانغو قد استنسخ ذلك من تجربته عندما كان حاكماً للتبت، الأمر الذي جعله واحداً من أقوى 25 مسؤولاً صينياً. أما آخر أشكال الاضطهاد التي تعرض لها مسلمو الإيغور الذي يشكل الغالبية الساحقة في إقليم تركستان الشرقية، حملات التهجير القسرية من موطنهم الأصلي، وإسكان الصينيين من مذاهب أخرى مكانهم، وكان من يرفض ذلك مجبوراً على السماح بسكن صيني من عرق الهان معه في بيته..!!

* اختلاج النبض:

لقد انزعجت الأمم المتحدة من أجل أقلية الإيغور المسلمة في الصين بينما نحن نوقع اتفاقيات تجارية، فكيف سنستخدم طريقاً مرصوفاً بدماء إخواننا في الدين؟!! أنا على ثقة أن العلاقات الخليجية الصينية ورقة ضغط يمكن أن تستخدمها دول الخليج لتحسين أوضاع المسلمين هناك دون قطع طريق الحرير.