خلق الله المناسبات والأعياد كي نعيد ضبط برمجتنا ونفرح. لا لشيء إلا لأن مواسم الاحتفالات لها طابع مقدس يجعلك تذعن وتستقبل البهجة وتسير في أرجائها منتعشاً بمنح السعادة الربانية. ولصدفة كونية تركز موسم الاحتفالات في نهاية العام الميلادي. عيد الميلاد المجيد، احتفالات رأس السنة الميلادية، والعيد الوطني البحريني. لذلك تتزين شوارع البحرين بالأعلام والأنوار والألوان منذ بداية شهر ديسمبر حتى منتصف يناير. فتسكن البهجة كل من يطرق الشوارع ليلاً ونهاراً وكل من يتأمل الأشجار وأعمدة الإضاءة ولوحات الإعلانات.

جميلة هي مظاهر الاحتفالات والابتهاج بالعيد الوطني في البحرين، بديعة هي احتفالات الأطفال في مدارسهم والموظفون في مواقع أعمالهم، أنواع الأعلام وأحجامها المتعددة، الشارات الوطنية المعلقة في الأثواب والمعاطف والعبايات، الموسيقى، الأغاني الوطنية القديمة والحديثة، أنواع الكعك والحلويات التي تزين بالعلم الوطني، هي أشياء بسيطة.. وبعضها صغير.. لكنها تسعدنا حقاً. المظاهر البسيطة هي الأقدر على رسم ابتسامة الفرح فوق شفاهنا، وهي الأنجح في إضفاء مسحة من الرضا على وجوهنا.

تأتي احتفالات العيد الوطني لهذا العام والبحرين على أعتاب تغييرات كثيرة، مجلس نيابي جديد، مجالس بلدية جديدة، إعادة تشكيل الحكومة، اعتماد الموازنة الجديدة، انتظار لنتائج فرض ضريبة القيمة المضافة. كلها أمور شغلتنا في نصف العام الأخير. وكلها تبددت مواقعها من ذاكرتنا «مؤقتاً»، مع دخول موسم الأعياد، صار الوقت للفرح فقط، وإجماع الاجتماع على حب الوطن والوفاء له.

الخلاف والاختلاف مساحات مفتوحة وصحية. ولكن يجب ألا تخرج عن الإجماع على الوطن، والحفاظ على أمنه ومستقبله، يجب ألا يفسد، الخلاف للضحكة في عيون الأطفال، قضية، ألا يتحول إلى انتهازية ولهث خلف مصالح خاصة أو فئوية. الخلاف الوطني هو الخلاف الذي لا يخرج عن اختلاف الرؤى حول وضع أفضل للوطن، ومستقبل أجمل لأبنائه.

ووسط زينة الأعياد، وإيقاعات الاحتفالات نتمنى من الله أن يحفظ بلادنا البحرين، ويديم عليها الأمن والأمان والاستقرار، وكل عام وأنتم بخير.