الحمدلله على تمام الصحية والعافية، اليوم وبعد توقف الحياة العملية لدي لمدة 8 أشهر كاملة، عدت إلى العمل من جديد بفضل من الله العلي القدير، ومن ثم دعوات الأهل والأصدقاء والمعارف.

رحلة العلاج بدأت بتدخل جراحي في وحدة محمد بن خليفة للقلب، ومن ثم مرحلة علاجية لمدة أربعة أشهر في مدينة ميونخ الألمانية، ثم مواصلة العلاج في البحرين حتى تماثلت للشفاء بفضل الله ثم بدعاء المخلصين وجهود الكادر الطبي الذي أشرف على العلاج في البحرين ومتابعته في ألمانيا.

خلال الفترة الماضية، وما بين مرحلة العلاج في مملكة البحرين وجمهورية ألمانيا الاتحادية رأيت بأم عيني وشهدت بنفسي مدى تطور القطاع الطبي في مملكة البحرين، بفضل توجيهات ودعم الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، لأحد أهم القطاعات الحيوية المتعلقة مباشرة بالمواطن البحريني، فضلاً عن توفير وتسهيل علاج المواطنين في الخارج إن دعت الحاجة إلى ذلك خاصة في ظل توفير ميزانية جيدة في هذا الجانب الهام.

مملكة البحرين ولله الحمد لا تقل عن نظرائها في الدول المتطورة في العالم بالقطاع الطبي كالولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية ألمانيا الاتحادية والمملكة المتحدة وغيرها من الدول، فهناك أجهزة ومعدات متطورة، بل مبهرة، وذلك ما رأيته بعيني ولم يخبرني به أحد، إلى جانب تميز البحرين بكفاءات بشرية وطنية متطورة باستمرار في هذا القطاع، وأكاد أجزم أن ما تحتاجه البحرين أكثر للمزيد من التطور هو الاهتمام بكوادرنا الطبية الوطنية ولا أكثر من ذلك.

إن وجود وحدة طبية بحرينية عالية الجودة ذات سمعة دولية وصيت وصل صداه لدولة بحجم ألمانيا وأعني هنا وحدة محمد بن خليفة للقلب لهو فخر لكل بحريني، وهذا ما لمسته شخصياً في رحلة العلاج، ولعل افتتاح المركز الجديد في منطقة عوالي قريباً بكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 60 مليون دينار وتوفير قرابة 1000 فرصة عمل، سوف يساهم بلا شك في جعل هذا الصرح الطبي المتخصص في القلب أحد أهم المستشفيات حول العالم.

ومن جانب آخر فإن حجم وعدد الأجهزة المتطورة والحديثة في مركز البحرين للأورام الذي يعتبر أحد أبرز الصروح الطبية ساهم في علاج واستفادة الكثير من المرضى من المواطنين خاصة وأن هذه الأمراض انتشرت مؤخراً وبشكل كبير، نأمل في هذا الجانب التركيز على تأهيل المزيد من الكوادر البحرينية المتخصصة في الأورام للمستقبل لتحقيق أقصى استفادة ممكنة تطور القطاع الطبي البحريني.

الجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس اللجنة العليا للعلاج في الخارج الدكتور الشيخ فهد بن خليفة آل خليفة، ساهمت في إرسال العديد من المرضى البحرينيين الذين لا يوجد لهم علاج داخل مملكة البحرين إلى مستشفيات عالمية متطورة بالخارج سواء بألمانيا أو الهند أو تركيا وغيرها من الدول، فكل الشكر والتقدير لهم.

إن الاهتمام الكبير من قبل الحكومة الموقرة بالقطاع الصحي في مملكة البحرين الذي يعتبر أحد الروافد الرئيسة لرؤية البحرين الاقتصادية للعام 2030 سوف يكون له انعكاسات إيجابية مباشرة على مختلف القطاعات الاقتصادية في المستقبل القريب بإذن الله، واجمل ما في ذلك أن المستفيد الأول هو المواطن البحريني.

* مسج إعلامي:

شكراً لكم.. حينما يمر الإنسان بمرحلة مرض صعبة يكون بحاجة ماسة إلى الدعم المعنوي والاهتمام أكثر من أي شي آخر، وخاصة من قبل جهة العمل أو الدكتور والجهة التي باشرت هذه الحالة، وهذا تماماً ما قامت به غرفة تجارة وصناعة البحرين مشكورة وهي جهة العمل التي أعتز كثيراً بأنني جزء منها وفي مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة السيد سمير ناس، وأعضاء مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي للغرفة السيد شاكر الشتر، وجميع موظفي الغرفة، إلى جانب دعم ووقفة رئيس تحرير صحيفة الوطن الزميل الأخ يوسف البنخليل، فضلاً عن التواصل المباشر والدائم خلال رحلة العلاج بالخارج من الدكتور عبدالوهاب آل خليفة الذي ساهم بفضل من الله العلي القدير في نجاح العملية الجراحية التي تمت في وحدة محمد بن خليفة للقلب، والقائمين في اللجنة العليا للعلاج في الخارج والذين ساهموا في تسهيل ومرونة علاجي في جمهورية ألمانيا الاتحادية وعلى رأسهم الدكتور الشيخ فهد بن خليفة آل خليفة، ورئيسة قسم العلاج في الخارج الدكتورة شيخة عبدالقادر، وأخصائي علاج في الخارج أول إيمان العوفي، وعائشة الرويعي، إلى جانب جهود القائمين في سفارة مملكة البحرين في جمهورية ألمانيا الاتحادية بقيادة سعادة السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله، وكل من سأل عني خلال هذه الفترة الصعبة، والقلم يقف خجولاً في إظهار مدى امتناني وتقديري ففي الظروف الصعبة تكتشف معادن الأشخاص ولقد اكتشفت معدن هؤلاء الإخوة والأخوات المحترمين، فشكراً لكم على كل شيء، ولله الحمد من قبل ومن بعد.