من الحقائق التي أكدها رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، خلال حديثه قبل أيام لبرنامج «الليوان» الذي يقدمه الإعلامي المتميز عبد الله المديفر بفضائية «الخليجية» أنه «لا يمكن الوثوق بجماعة الإخوان المسلمين» وأن «بيعتهم تظل للمرشد وليس لولي الأمر»، والمعنى هو أن هؤلاء أينما كانوا وأينما عاشوا ومهما كان حجم ما يحصلون عليه فإن الولاء والإخلاص والتبعية هي للمرشد العام للجماعة وليس للحاكم الذي يعيشون في كنفه وتحت ظله ويوفر لهم كل احتياجاتهم ويحميهم، فكل هذا لا قيمة له في نظرهم حيث القيمة كلها في رضى المرشد وفي تيسير أمور الجماعة.

المثال العملي على هذا القول جاء مصادفة في اليوم التالي عبر بعض فضائياتهم، حيث عمدت فضائية «مكملين» التي تبث من تركيا إلى التهجم بصورة وقحة على دولة الإمارات العربية المتحدة واتهامها بأنها وراء تنامي الأحداث في اليمن وليبيا، وهي لم تكتف بذلك وإنما عمدت إلى تأليب العامة على حكام الإمارات باتخاذ صورهم خلفية للمشهد ونعتت الإمارات بنعوت تعبر عن حقدهم.

ورغم أن في ما فعلته تلك الفضائية اعتراف بأن الضربة التي تلقتها الجماعة في ذينك البلدين موجعة إلا أنه ليس من العدل توجيه الاتهام للإمارات والحكم بأنها متورطة في الموضوع وأنها وراء كل ما يحدث في اليمن وليبيا.

ما فعلته تلك الفضائية، وتلتها في ذلك مختلف فضائيات الجماعة باتهامها الإمارات بهذه الطريقة كان ظلما للإمارات وحكامها وتأكيداً على أن هذه الجماعة لا يهمها سوى إرضاء مرشدها والتعبير عن الولاء له وخدمة أهدافه ومراميه. وما فعلته أكد رضى الرئيس التركي رجب أردوغان عن الجماعة وفضح تبنيه لها وتوظيفه إياها لخدمة سياساته.

جماعة «الإخوان المسلمين» تعمل منذ حين على تنفيذ خطة أساسها شيطنة الإمارات والسعودية واعتبارهما وراء كل شر في هذا العالم.. وهذه حقيقة أخرى يعرفها جيداً كل المتابعين للشأن الإخواني ويعرفون المتورطين معهم وممولي برامجهم ومنابرهم.