ختم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، كلمته السامية بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بالعيد الوطني المجيد بتقديره لجميع القائمين على مؤسسات الدولة وخص الشبابيبة منهم، واعتبر أن مؤازرتهم من أقوى الحوافز وأكبر الهبات لبلوغ الآمال والتطلعات لاستقرار ورخاء مملكتنا الغالية.

إن تخصيص الشباب في مضامين كلمة جلالة الملك تحمل في طياتها بشريات أمل لهم وتدفع مؤسسات الدولة لاستثمار الطاقة الشبابية وتوظيفها كعامل إيجابي في تعزيز التقدم، وتدعيم أركان الازدهار، من خلال تسخير قوتهم وإبداعاتهم لخدمة هذا الوطن في مختلف المجالات.

فأيها الشباب، قد هيئت لكم الفرص لقيادة المستقبل، عبر نوعية التعليم التي نمت فيكم روح الإبداع والابتكار، وعبر إتاحة فرص العمل الملائمة التي تعينكم على الإسهام الحقيقي في تنمية ونهضة الوطن، وإتاحة فرص التدريب على المهارات المختلفة لزيادة الاستثمارات في شخصكم بما يؤهلكم لأداء مهامكم وواجباتكم العملية على أفضل وجه، فكل هذه المحفزات تحثكم على بناء أنفسكم وتحقيق تطلعاتكم وبذل المزيد من أجل الوصول للقمة والتميز.

ما تحملونه أيها الشباب من فكر متجدد وطاقات كامنة باستطاعتها قلب الموازين على أرض الواقع، فما عليكم سوى أن تستعدوا لتكونوا سواعد بانية، بعمل دؤوب ونشاط مستمر وعقول متجددة، تستقبلون الأفكار بكل حفاوة، تبتكرون وتبدعون، من أجل صنع الأفضل. فإرادتكم، وأهدافكم، واكتشافاتكم لطاقاتكم، وتخطيطكم الجيد، وترتيب أولوياتكم، وتحملكم للمسؤوليات بالعمل الجاد، والتحلي بالتفكير الإيجابي، وخلق المتعة في العمل والتفوق والإنجاز، جميعها تؤهلكم لقيادة المستقبل.

حينما أتحدث بلسان الجمع عن «الشباب»، فأني لا أعني فئة معينة من الشباب وإنما أعني كل الشباب سواء في البيت أو الأسرة أو المدرسة أو الجامعة، وصولاً للقطاعين العام والخاص بعموم مهامهم ومسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية.

أيها الشباب، فكرة أن تكونوا فاعلين تتطلب منكم أن تكونوا على قدر كبير من المعرفة والابتكار، فالمعرفة هي رأس المال الفاعل والمهم في تطوير قدراتكم ومهاراتكم، بينما القدرة على الابتكار هي متطلب أساسي لرفع سقف طموحاتكم. فاليوم لا يوجد عائق أمامكم أيها الشباب، فشبكة الإنترنت هي المصدر الأساسي للمعرفة، وهي متوفرة على أجهزة هواتفكم وبين قبضة أيديكم، حاولوا أن تستثمروها جيدًا للتعلم والتدريب والتأهيل والاستفادة من آخر ما توصل إليه العالم من حولكم، بعيون لا تكل عن البحث والتعلم.

استعدوا أيها الشباب، فمسيرة مملكة البحرين نحو التنمية الشاملة والمستدامة على أعتاب مرحلة جديدة من المشاريع التي تحتاج مزيداً من الأفكار التي نريد أن تستمد من عقولكم ومزيداً من الجهود التي نريد أن تنفذ بسواعدكم. فتخصيصكم في مضامين كلمة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه ما هي إلا إشارة لكم ودافع وقوة وأمل لأن تعاهدوا أنفسكم بالانتقال من مقاعد المتفرجين إلى المنجزين الفاعلين في الوطن.