عبدالكريم السائق المرافق لنا في الرياض شاب سعودي في منتصف العشرينيات.

سألته: سعيد يا عبدالكريم بالتغيير الحاصل في السعودية؟

- الحمد لله الحياة دبت في السعودية ما عاد نلحق، وأنا تزوجت منذ ستة أشهر و27 يوماً ودخلي تحسن وحياتي مستقرة وشبي أكثر من هذا؟ رضا ولله الحمد.

- أوف يا عبدالكريم وتراك تعد الأيام من تزوجت ما شاء الله، أكيد مبسوط بالعرس؟

- نعم والفضل لله فتوفقت ببنت الحلال من اختيار أمي.

- ألا تجد غضاضة بالعمل كسائق وأنت سعودي؟

- أبداً.. الآن السعودي تشوفيه بكل مكان كهربائي طباخ سائق، فيه وظائف في السوق ودخلها ممتاز ولله الحمد وكثير منا يجمع بين وظيفتين؛ لأن الأسعار ارتفعت والضرائب زادت ولازم نحسن من دخلنا.

- تعرف عن الرؤية 2030 شيئاً؟

- ما لي في السياسة ولكن أعرف أنني بفضل التغير الذي حدث في المملكة أعمل بوظيفتين واستطعت أن أتزوج وأفتح بيتاً، صباحاً أعمل في شركة مقاولات ومساءً أعمل متعهداً كسائق مع بعض الشركات التي تتعاقد معها هيئة السياحة، وأوفق بين الوظيفتين باستغلال الفترة المسائية وبالاستفادة من إجازاتي في عملي الثابت.

ثم أضاف: سابقاً كان السعودي إذا أراد أن يحسن دخله سواء كان عاطلاً او حتى طالباً منح بطاقته الشخصية لأي من شركات القطاع الخاص ويسجل عندهم كموظف وهو جالس في البيت، كنوع من أنواع التحايل من تلك الشركات للالتفاف على شروط السعودة، ويستلم 100 دينار أو 150 ديناراً، أما الآن فعرفنا كشباب سعودي أننا نستطيع أن نزيد من دخلنا حين ننخرط في السوق واقعياً وليس افتراضياً، وبدلاً من 150 ديناراً أستطيع أن أزيدها إلى 400 دينار أو أكثر إذا أخذت الوظيفة فعلياً واجتهدت فيها، فتوقف هذا النوع من التحايل أولاً لإقبال السعوديين على العمل في القطاع الخاص وخاصة أن به وظائف أكثر من الحكومي نتيجة للحركة التي في البلد ورواتبه ممتازة وثانياً الرقابة أصبحت مشددة والغرامات على المخالفين من الشركات عالية تخوفهم وتضيع دخل سنة.

لقد ترجم عبدالكريم المنطق الذي يظلل رؤية 2030 ببساطة متناهية جداً، لقد قال إن القطاع الخاص أصبح محركاً حقيقياً للاقتصاد، إن الحكومة تخلصت من أعباء التشغيل والإدارة، إن الحكومة أصبحت جهة رقابية أكثر، وأخيراً قال الزبدة والخلاصة: إن هذه الرؤية ساهمت في تحسين مستوى دخلي ومستوى معيشتي كمواطن رغم ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب، وهذا هو الهدف الحقيقي لأي رؤية اقتصادية. قال كل ذلك دون أن يكون عبدالكريم متخصصاً في الاقتصاد أو في السياسة أو حتى في الإعلام، عبدالكريم خريج ثانوية عامة، إنما شرح رؤية 2030 بمنتهى الصدق؛ لأنه يعايشها وتنعكس عليه شخصياً وتلامس تفاصيل يومه، هنيئاً للمملكة العربية السعودية من القلب.

ملاحظة

غيرت اسم السائق حفاظاً على الخصوصية.