انطوت صفحة عام دراسي كامل من حياة أبنائنا الطلبة وها هم الآن يقطفون ثمار ما بذلوه من جد واجتهاد ومثابرة طوال العام بنجاحهم وتخرجهم من مدارسهم وكلياتهم.

وبهذه المناسبة السعيدة نبارك لأبنائنا طلبة مملكة البحرين هذا الإنجاز الرائع والمشرّف لهم ولأوطانهم راجين من الله أن يكتب لهم التوفيق في حياتهم القادمة، ونهمس في آذانهم قائلين: لقد وفقكم الله سبحانه وتعالى بأن منّ عليكم أبناءنا الطلبة بالكثير من النعم التي تستوجب منكم الآن أن تتذكروها، وتشكروا الله سبحانه وتعالى أن أَنعم بها عليكم وأهمها:

نعمة الوالدين: فهم من لهم الفضل الكبير بعد الله في تفوقكم ونجاحكم بمساندتكم طوال فترة دراستكم، ناهيك عما لاقُوه من تعب ومشقة في تربيتكم منذ أن كنتم صغاراً حتى كبرتم، فلا تنسوا إحسانهم إليكم وأحسنوا إليهم كما أحسنوا إليكم طوال حياتكم (أن اشكُر لي ولوالديك إلي المصير) لقمان/14



نعمة التعليم: لا يمكننا إدراك قيمة التعليم إلا عندما ننظر إلى المجتمعات الغارقة في الجهل والتخلف الحضاري، فالتعليم من أكبر النعم التي لا يدركها إلا من حُرم منها، لأنه يكسب الفرد القيم النبيلة، والأخلاق الكريمة، والمعرفة، والمهارات الحياتية المتنوعة التي تصنع منه إنساناً له وزناً وقيمة، ومشاركاً فاعلاً في مجتمعه، لهذا فتحت مملكة البحرين بكل جهدها مجال التعليم لمواطنيها فأنشأت المدارس الحكومية والمعاهد التدريبية ووفرت المعلمين الأكفاء، وكل ما تتطلبه سير عملية التعليم من معدات وأجهزة بما يضمن للأجيال القادمة تعليماً راقياً متميزاً.

نعمة الوطن: الوطن هو الأمن والأمان والاطمئنان، ولولا تمتُعنا بهذه النعمة العظيمة التي يفقدها الكثير من الشعوب الأخرى لما استطعنا أن نحقق أي إنجاز أو تقدم يذكر فالاستقرار والأمن أهم ركيزة لنهضة الشعوب وتقدمها. فعلينا أن نقدر قيمة ومكانة الوطن فعلاً لا قولاً، بالجد والعمل والاجتهاد كلُّ في مجاله وفنه واختصاصه، طالباً، وعاملاً، وعالماً بكل أمانة وتفانٍ وإخلاص (رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات) البقرة/126.

ختاماً: إذا كان العلم يُقيد بالكتابة، فالنعم تُقيد بالشكر والامتنان لأصحابها قولاً وفعلاً فتبقى وتدوم وتثمر بالمزيد.