الأشخاص ذوو الإعاقة يعانون من زيادة خطر الإصابة بفيروس «كورونا» وذلك لأسباب مرتبطة بالإعاقة؛ فنجد مثلاً «أصحاب الإعاقة من متلازمة داون» يعانون من كبر حجم اللسان وصغر الفم نسبياً مقارنة بالأطفال العاديين، مما يشكل تحدياً بالنسبة إليهم، فيصعب عليهم إغلاق الفم، وبالتالي يتعرضون لجفاف حاد بالحلق، مما يسهل دخول فيروسات كثيرة ومتنوعة لمجراهم التنفسي وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة ترتبط بضعف المناعة، وأمراض القلب الخلقية، وأمراض الرئة، فقد تكون عامل خطر ذا صلة لتعرضهم للالتهابات المتكررة في الحلق والحنجرة وأحياناً يمتد هذا الالتهاب للصدر والقصبات الهوائية. و«ذوو الإعاقة البصرية» يعتمدون أيضا بشكل أساسي على حاسة اللمس مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى، وهناك بعض الإعاقات والأمراض التي يصاحبها ضعف في الجهاز التنفسي مثل الأطفال المصابين «بالشلل الدماغي» والذين هم عرضة للإصابة بالتهابات الرئة ووجد أن المناعة العامة منخفضة في هذه المجموعة بسبب النوبات أو التشنجات والتوتر العضلي المصاحب للإعاقة الحركية لديهم. كذلك يحتاج الأطفال المصابون باستسقاء الدماغ عادة إلى التدخل الجراحي لنظام تصريف عن طريق تحويلة بها صمام يجعل سائل الدماغ متدفقا في الاتجاه الصحيح، وبالمعدل الملائم ولذلك تتطلب حالتهم المراقبة بانتظام، وتجنب ارتفاع درجة الحرارة والتعرض للعدوى.

كما إن بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد يحتاجون إلى أشخاص آخرين لتقديم المساعدة لهم في الرعاية الذاتية وبالتالي لمسها عند مساعدتهم في أكثر المهام اليومية.. مثل الاستحمام، وارتداء الملابس..؛ وهذا بدوره ينقل مسؤولية اتباع كل التدابير الوقائية الممكنة على الأشخاص الآخرين الذين يساعدونهم. إن الأطفال «ذوي الإعاقة العقلية الشديدة» بسبب طبيعة إعاقتهم التي لا تمكنهم من تناول الغذاء بشكل سليم نتيجة اعتلالات عصبية وعضلية قد تؤثر على قدرتهم على المضغ والمص والبلع وذلك يعرضهم لقصور في الفيتامينات والمعادن مما يؤدي إلى ضعف عام في صحتهم وتقل مقاومتهم للأمراض. وقد خلص الباحثون إلي التأكيد على ضرورة الاهتمام بصفة خاصة بهذه الفئة من ذوي الإعاقات وذوي الاحتياجات الخاصة واتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوى لهم والمحيطين بهم والمعاونين لهم حتى يظلوا بأمان حيث أنهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات عن غيرهم.

اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة