يصادف تاريخ 12 أغسطس من كل عام يوم الشباب الدولي، حيث تقام احتفالية هذا العام في الوقت الذي يواجه العالم أجمع تحديات اســتـثـنـائــيــــة تـفـــرضـــهـــــا جـائـحـة كورونا (كـوفـيــد-19)، ولـعــلـه مــــن المناسب في هذا اليوم، أن نسلط الضوء على الاستجابة الفاعلة للشباب في مكافحة هذا الوباء العالمي، حيث استطاعوا في مختلف دول العالم، وبشكل خاص في مملكة البحرين، أن يضربوا أروع الأمثلة في التفاني والتضحية من أجل حماية مجتمعاتهم وبلدانهم، من خلال وقوفهم في الصفوف الأمامية لمكافحة هذه الجائحة، ليثبتوا قدرتهم على الارتقاء لمستوى التحديات التي يواجهونها.

لقد استطاع الشباب البحريني أن يؤكدوا على اضطلاعهم بدور حيوي في العمل التطوعي والإنساني من خلال إقبالهم الكثيف على المبادرة التي أطلقها فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بفتح باب التطوع في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، حيث حظيت المبادرة بتسجيل أكثر من 30 ألف متطوع، كما شهدت محافظة العاصمة تسجيل أكثر من 300 متطوع من الجنسين، والذين شاركوا بكل حماسة في مختلف المبادرات التي أطلقتها المحافظة لمكافحة هذه الجائحة، بداية من حملة «معاً نهتم» التي هدفت لتخفيف تأثيرات (كوفيد-19) قدر الإمكان على المواطنين والمقيمين، من خلال توزيع 45 ألف وجبة وسلة غذائية على أهالي المحافظة خلال شهر رمضان المبارك.

كما شارك الشباب المتطوعون في حملة «فينا خير» التي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، والتي كانت محافظة العاصمة جزءاً منها عبر توزيعها 517 ألف وجبة خلال الشهر الفضيل، وتواصلت جهود المحافظة بالشراكة مع الشباب المتطوع من خلال توزيع 10 آلاف سلة غذائية ضمن مشروع «غذاؤك في بيتك»، التي هدفت لدعم الأسر والمواطنين البحرينيين والمحتاجين والمتضررين من وباء (كوفيد-19).



كذلك، نظمت محافظة العاصمة دورة عمل إرشادية بالتعاون مع وزارة الصحة استهدفت 121 متطوعاً من الشباب، حيث دربتهم على القيام بحملات تفتيشية لتقييم الوضع الصحي في الصالونات ومحلات الحلاقة والتجميل الرجالية والنسائية للتأكد من عدم إخلالها بالاشتراطات والإجراءات الصحية، إضافة لذلك، شارك المتطوعون في عدة حملات تعقيم قادتها المحافظة لعدد من المناطق والشوارع الحيوية دعماً للحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا.

إننا في محافظة العاصمة نقدر ونثمن جهود العمل التطوعي الذي شارك فيه الشباب على نحو فعال خلال الأزمة الراهنة، ونسجل إعجابنا بكيفية نجاحهم في التغلب على التحديات بفضل روحهم الإيجابية التي ساعدتهم في دعم مجتمعاتهم، ورسخت الوعي والتضامن والمبادرات الإيجابية بين الشباب، متمنين لهم التوفيق والنجاح في صناعة مستقبل هذا الوطن والأجيال القادمة، والوصول إلى الأهداف الوطنية وتحقيق طموحات أبناء مملكة البحرين.

هشام بن عبدالرحمن آل خليفة

محافظ محافظة العاصمة