بعد أيام معدودة يبدأ العام الدراسي الجديد، وبحسب قرار وزارة التربية والتعليم فإن الحضور سيكون إلزامياً لجميع المراحل الدراسية. كما جاء أيضاً في تصريح الوزارة بأن هذا القرار من شأنه معالجة الفاقد التعليمي. وهنا لابد لنا من وقفة تأملية لكي نستوعب دورنا كآباء وأمهات في دعم معالجة هذا الفاقد التعليمي الذي نتج عن عملية التعلم عن بعد. طبعاً لا يمكن نكران ما فقده أبناؤنا أثناء العملية التعليمية خلال العامين الماضيين من تحصيل للمعلومات وبناء للمهارات الشخصية في فترة كانت صعبة علينا جميعاً. ومن الجيد أن تعود الحياة الدراسية كسابق عهدها لكي يتمكن الطلبة من التعلم والتطور بصورة منتظمة ومستقرة وبحسب المعايير المطلوبة وأيضاً لكي يتم تقييم الفترة التعليمية السابقة بصورة مباشرة ودقيقة من خلال وجود الطلبة المباشر في المدرسة عن طريق برامج تقييم ودعم مستمر لهم.

ولكن كيف يمكن أن نعوض ما فات أبناءنا؟ المسألة ليست سهلة أبداً. فعلى الرغم من أن الطلاب بذلوا جهداً وكذلك إدارات المدارس ولكن ما تم فقده لا يمكن تعويضه بسهولة، ولا يمكن معرفة حقيقة حجمه أو أبعاده إلا بعد مراحل من التقييم والمراقبة المستمرة لكل طالب ومقارنة تحصيله في الوقت الحاضر بالمعايير والمستويات المطلوبة للمرحلة التي هو حالياً يدرس فيها. لابد من تقييم الطلبة تقييماً منصفاً بحسب المتطلبات الواقعية لكل مرحلة قد سبقت وتحديد الكيفية التي يمكن للمدرسة أن تسد من خلالها الثغرات التحصيلية خلال المرحلة التي تليها. إذن نحن بحاجة لبرامج مكثفة لتعويض الفاقد وأيضاً لابد قبل ذلك من تهيئة الطلبة لهذه الأهداف. وطبعاً الأهم هو دورنا كأولياء أمور في عملية التهيئة والدعم المستمر وخاصة بأن هناك فروقات فردية بين الطلبة ولا يمكن للمدرسة أن توفر برامج لكي تواكب كل تلك الفروقات لذلك لابد للأسرة أن تلعب دوراً في عملية تنمية مدارك الطلاب لهذه العملية واستيعابها وأيضاً توفير الدعم والتشجيع لهم.