أميرة صليبيخ




طالما كنت موجوداً على كوكب الأرض فرحلتك الإنسانية لم تنتهِ، بل ربما -لكثيرين منا- لم تبدأ بعد. فمنذ أن خلق الإنسان ووجد على ظهر هذه البسيطة وفطرته تحتّم عليه إيجاد هدف ما ليطارده، بدءاً من فريسة يسد بها جوعه في العصر الحجري القديم وصولاً إلى القمر في عصر التطور والارتقاء البشري، ولكن ما لم يكن لك هدفاً تحيا من أجلها فإنك بلا شك لن تختلف عن الإنسان في العصر الحجري.


ولدنا جميعاً ونحن مزودون بكافة القدرات والمواهب التي تميزنا عن الآخرين، وأودع الله في كل واحد منا مهارة تجعله يبرع فيها بين أقرانه وتكون هي الوقود الذي يدفعه نحو تحقيق أحلامه وأهدافه وتوقظ شعلة الحياة فيه.

ربما تكون هذه الشعلة مهارة في الطبخ، أو الكتابة، أو الرياضة، أو إدارة المشاريع، أو أي شيء آخر يتحول مع الوقت لقصة نجاح كبرى.

قد تكتشف هذا الشعلة عن طريق الصدفة، أو عن طريق الآخرين الذي يرشدونك إليها، أو عن طريق إلهام داخلي. الشغف سيناديك وسيعّرف بنفسه لك خلال رحلتك على هذه الأرض لكن عليك أن تحسن الإنصات لصوتك الداخلي وتلبية هذا النداء.

وفي أحيان أخرى قد تكون هذه الشعلة عبارة عن تحديات تعترض طريقك وأزمات تعصف بحياتك، وتكون هي نقطة التحول التي تجعلك تضع لنفسك خطة إنقاذ وخط سير جديداً في الحياة. فكل المحن تتحول إلى منح إذا عرفت كيف تتعامل معها بإيجابية، وتخرج القوة الكامنة بداخلك لمواجهة الحياة. فالفرص دائماً تختبئ خلف الصعوبات والتحديات.

والحياة الخالية من الشغف هي حياة بلا طعم، باهتة سرعان ما ستقودك للجنون لأنك خاوٍ من الداخل ولا شيء يدفعك للمضي قدماً. الحياة تكتسب معناها من قدرتك على تجاوز الألم والصعاب. والسؤال الذي عليك أن تسأله لنفسك دائماً هو: هل هذا ما أريد إنجازه حقاً في الحياة؟ هذا السؤال كفيل بإيقاظ الأحلام النائمة والمنسية في العمق.

أنت خلقت لأداء دور عظيم وما لم تكتشفه ستبقى عالقاً في الدوامة ذاتها لا تعرف وجهتك التالية. وعليك أن تسعى وتستعد لتقبّل الفشل وعليك أن تتعلّم النهوض بنفسك والمحاولة مجدداً. الطريق إلى الأحلام ليس معبداً بالورود أبداً لكن من المرعب أن تعيش ثم تموت وأنت مليء بأحلام لم تتحقق.

لا تدع مخاوفك تقف عقبة في طريق نجاحك. اهزم أفكارك وتقدّم.