تعلم قواعد المرور يحافظ على حياتهم

أكد خبير واستشاري التربية الخاصة أسامة مدبولي أن تعليم المهارات الحياتية لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة هو جزء حيوي وأساس من عملية التعليم والتأهيل خاصة قواعد المرور التي قد تنقذ حياتهم، موضحاً أن هذه المهارات تسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياتهم واستقلاليتهم، وتعزيز قدرتهم على المشاركة الفعّالة في المجتمع.

وقال الخبير التربوي مدبولي إن تعليم قواعد المرور على سبيل المثال، وتعلم كل ما يتعلق بالعبور الآمن هام جداً في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة فقد ينقذ حياتهم من الخطر و تُعدّ سلامة ذوي الاحتياجات الخاصة على الطرقات أولوية قصوى.

وأضاف أن هناك أسباب متعددة لتعلم هذه القواعد ومنها أن ذوي الاحتياجات الخاصة قد يواجهون صعوبات في فهم قواعد المرور وخاصةً ذوو الإعاقة الذهنية أو الإدراكية، مما يُعرضهم لخطر الحوادث.

وتابع مدبولي أنه قد يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة، وخاصةً ذوو الإعاقة الحركية، صعوبات في التنقل على الطرقات، ما يُعرضهم لخطر الاصطدام بالمركبات، كما يمكن أن يواجه ذوو الإعاقة السمعية أو البصرية، صعوبات في التواصل مع سائقي المركبات، مما يُعرضهم لخطر عدم ملاحظتهم، ولذلك، فإنّ تعليم قواعد المرور لذوي الاحتياجات الخاصة أمرٌ ضروريٌّ لضمان سلامتهم على الطرقات.

وأردف أنه بالإضافة إلى تعليم قواعد المرور، من المهم أيضًا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة كيفية العبور الآمن وما يتضمنه من نقاط وبينها تعليمهم كيفية استخدام معابر المشاة أي كيفية الانتظار حتى تصبح الإشارة خضراء، وكيفية النظر في كلا الاتجاهين قبل العبور.

ووفقاً لمدبولي يجب تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة كيفية التواصل مع سائقي المركبات، أي كيفية استخدام لغة الجسد، مثل الإشارة بيدهم، لإعلام سائقي المركبات برغبتهم في العبور، إضافة لتعليمهم كيفية ارتداء ملابس واضحة ذات ألوان زاهية، أو ارتداء سترات عاكسة، ليكونوا أكثر وضوحاً لسائقي المركبات.

وأكد الخبير التربوي ضرورة مرافقة ذوي الاحتياجات الخاصة في البداية عند عبور الشارع، حتى يتعلموا كيفية العبور بشكل آمن، مشيرا إلى أنه من خلال تعليم قواعد المرور والعبور الآمن، يمكننا مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التنقل بشكل مستقل على الطرقات مع ضمان سلامتهم.

وأوضح أن أبرز أهداف الأنشطة الخاصة بتدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على المرور، تعزيز الوعي بقواعد المرور وأهميتها، تنمية مهارات الإدراك الحسي والتواصل، تحفيز المهارات الحركية الدقيقة والكبرى، تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية.

وقدم الخبير مدبولي أمثلة على الأنشطة وبينها:
1. عرض الصور التعليمية:
عرض صور لأشخاص وأطفال يرتدون حزام الأمان ويلتزمون بقواعد المرور ويقومون بعبور الطرق بأمان.

يمكن استخدام هذه الصور لتوضيح السلوك الصحيح للأطفال.

2. تعزيز التواصل البصري:
تعزيز التواصل البصري مع مستخدمي الطريق، خاصة في التقاطعات.

تدريب الأطفال على التواصل بالعيون مع الآخرين أثناء عبور الطريق.

3. اختيار أماكن آمنة للعب:
مشاركة الأطفال في اختيار أماكن للعب بعيدًا عن المداخل والمخارج.

4. استخدام الألعاب التعليمية:
ألعاب مرورية تحتوي على إشارات المرور، معابر المشاة، والطرق لتعليم الأطفال كيفية التصرف في بيئة مرورية باستخدام السيارات الصغيرة والشخصيات التوضيحية.

5. التمثيل:
تنظيم تمثيليات مرورية حيث يلعب الأطفال أدوار السائقين أو المشاة.

يمكن للمعلمين أو الآباء أن يكونوا إشارات المرور أو رجال المرور لتوجيه الأطفال.

6. القصص المصورة:
قراءة قصص مصورة أو كتب تحتوي على شخصيات تتكلم عن المرور وكيفية التصرف بأمان.

7. النشاطات الحسية:
استخدام الألعاب الحسية مثل الألعاب التي تصدر أصوات إشارات المرور أو الأدوات البلاستيكية التي يمكن للأطفال لمسها والتفاعل معها لتعلم قواعد المرور بشكل ملموس.

8. الأفلام التعليمية:
عرض أفلام تعليمية قصيرة تتناول موضوعات المرور والسلامة على الطريق.

مناقشة الفيلم بعد المشاهدة لتعزيز الفهم.
9. ورش العمل العملية:
تنظيم ورش عمل في مناطق مغلقة تحتوي على علامات وإشارات المرور، حيث يمكن للأطفال ممارسة عبور الشوارع والتفاعل مع البيئة المرورية بأمان.

10. الألغاز والألعاب الذهنية:
استخدام الألغاز والألعاب التي تعتمد على التفكير لتعليم الأطفال قواعد المرور، مثل ألعاب الربط بين الإشارات والمعاني الخاصة بها.

11. التطبيقات التعليمية:
استخدام التطبيقات الإلكترونية التعليمية التي تحتوي على أنشطة وألعاب مرورية تفاعلية.

12. التلوين والرسم:
إعطاء الأطفال صفحات تلوين تحتوي على إشارات المرور والمشاهد المرورية المختلفة لتلوينها والتعرف على الألوان والمعاني المرتبطة بها.

13. الأنشطة الجماعية:
تنظيم أنشطة جماعية مثل سباقات صغيرة أو ألعاب تفاعلية تعتمد على التعاون بين الأطفال لتعليمهم أهمية التعاون والانتباه في البيئة المرورية.

14. محاكاة مواقف مرورية:
استخدام مساحة مفتوحة لتنظيم مواقف مرورية تدريبية مع إشارات مرور وعلامات مرورية.

يمكن للأطفال تمثيل أدوار السائقين والمشاة والتدرب على كيفية التفاعل مع البيئة المرورية.

15. التدريب على استخدام المواصلات العامة:
تدريب الأطفال على كيفية الانتظار في محطات الحافلات أو القطارات بطريقة آمنة.

تعليم الأطفال كيفية الصعود والنزول من وسائل المواصلات العامة بطريقة آمنة.

16. التدريب على استخدام معابر المشاة:
تدريب الأطفال على استخدام معابر المشاة بطريقة آمنة.

تعليم الأطفال كيفية الانتظار حتى تصبح الإشارة خضراء قبل العبور.

17. التعليم بالتجربة العملية:
اصطحاب الأطفال في جولات ميدانية في مناطق آمنة لتطبيق ما تعلموه عن قواعد المرور.

يمكن أن تشمل الجولات زيارة إلى مواقف السيارات أو الشوارع القريبة لمراقبة السلوك المروري الفعلي.

يمكن أن تساعد الألعاب في تعليم الأطفال كيفية التصرف في مواقف مرورية حقيقية.

18. التدريب على الإشارات اليدوية:
تعليم الأطفال الإشارات اليدوية التي يستخدمها رجال المرور أو السائقون.

يمكن أن يساعد التدريب على هذه الإشارات في تحسين التواصل وفهم الإشارات المرورية.

19. الرحلات الميدانية التعليمية:
تنظيم رحلات ميدانية إلى محطات الشرطة أو مراكز التدريب على القيادة.

يمكن للأطفال التعرف على دور الشرطة في تنظيم المرور وكيفية الحفاظ على السلامة على الطرق.

21. الاستفادة من التكنولوجيا المساعدة:
استخدام التكنولوجيا المساعدة مثل الأجهزة اللوحية والتطبيقات المصممة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

يمكن أن تشمل هذه التطبيقات تعليمات مرئية وتفاعلية حول قواعد المرور.
وغيرها الكثير الكثير.
وشدد الخبير التربوي على ضرورة أن تتكيف الأنشطة لتناسب احتياجات وقدرات كل طفل، حيث من المهم أن تكون الأنشطة ممتعة وجذابة للطفل، كما يجب مدح وتشجيع الطفل على مشاركته في الأنشطة.

وقدم الخبير مدبولي بعض الملاحظات المتعلقة بتفاصيل عدة أهمها:
- الفروقات الحسية: يمكن أن يكون الفرط أو الانخفاض في التحسس لدى بعض الأطفال عائقاً أمام السلامة على الطرق.

- التدريب التدريجي: يمكن تقسيم المهارات الأكثر تعقيداً إلى خطوات أصغر أكثر قابلية للتحقيق.

- التعليمات الواضحة: عند التدريب، أعط تعليمات واضحة لطفلك حتى يعرف ما يجب القيام به.

- الاستمرارية والتكرار: تدريس المهارات عدة مرات على مدار اليوم وتعزيزها باستمرار في أوقات وأيام مختلفة.

- التنويع في الأنشطة: التأكد من تنويع الأنشطة لتناسب اهتمامات وقدرات كل طفل.

- المتابعة المستمرة: متابعة تقدم الطفل بانتظام وتقديم الدعم اللازم لتعزيز مهاراته.

- التواصل الفعال: تشجيع التواصل الفعال بين الأطفال والمعلمين والأهل لضمان تقديم بيئة تعليمية داعمة.

- التكيف الشخصي: يجب أن تكون الأنشطة مرنة ويمكن تكييفها لتناسب احتياجات وقدرات كل طفل على حدة.

- التعاون مع المدارس: يمكن للمعلمين والمتخصصين في المدارس تقديم دعم إضافي في تدريب الأطفال على قواعد المرور.

- المشاركة الأسرية: تعزيز مشاركة الوالدين وأفراد الأسرة في الأنشطة لضمان تقديم دعم مستمر وشامل للطفل.

- التقييم المستمر: تقييم تقدم الطفل بانتظام وضبط الأنشطة بناءً على نتائجه وقدراته.

وبين مدبولي أن تدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على المرور ليس فقط عن تعلم قواعد المرور، بل هو عن تمكينهم من التحرك بأمان واستقلالية في المجتمع، مشيرا إلى أن توفير الدعم المستمر والبيئة الآمنة يعزز من ثقتهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات اليومية.