سماهر سيف اليزل



6٪ منها في الغدة النكفية..

الحصيات تمنع الغدة من تصريف اللعاب وتؤدي إلى تليفها


قال أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان، د. محمد قحطان جبر إن الحصيات اللعابية هي تكلسات تتشكل في الغدد اللعابية أو أقنيتها، وتأخذ شكل الأحجار، وأشار إلى أنها من الأمراض النادرة التي تصيب الإنسان، حيث إن 0.5% فقط من الناس ممكن أن يكون لديهم حصيات.

وأوضح د. قحطان، في تصريحه لـ«الوطن»، أن هذه الحصيات تمنع الغدة من تصريف اللعاب الذي تنتجه الأمر الذي يؤدي إلى تراكمه خلف منطقة الحصاة، وحدوث ضغط شديد وألم وفي مراحل متأخرة يؤدي إلى تليف الغدة وتوقفها عن العمل.

وبين أن الغدد اللعابية الرئيسية ثلاثة أزواج: الغدة النكفية، والغدة تحت الفك، والغدة تحت اللسان، إضافة إلى عدد كبير من الغدد اللعابية الصغيرة جدا والمنتشرة في مخاطية الفم وباطن الشفتين.

أما نسب تموضع الحصيات عند الإصابة. فهي بحسب المراجع العالمية: ٨٠٪ ؜في الغدة تحت الفك، و٦٪ ؜في الغدة النكفية، و٢٪ في الغدة تحت اللسان.

وفي حديثه عن إحدى الحالات قال د. قحطان إنه عالج إحدى هذه الحالات النادرة، حيث شُخِّصَت الحالة بوجود حصاة كبيرة بقطر 2 سنتيميتر كانت موجودة في الثلث الأوسط من قناة الغدة النكفية (٦٪؜ من الحالات)، وهي أكبر الغدد اللعابية الرئيسية في جسم الإنسان، وتتموضع أمام الأذن مباشرة، ولها قناة تسير في باطن الخد، لتنفتح مقابل الأسنان الخلفية، حيث يتراوح قطر القناة بين 0.1 مم إلى 2.4 مم، بحسب الإحصاءات والمراجع العالمية.

وقال إن المريض كان يشكو من ألم وتورم وقساوة في الخد مع الاشتباه بوجود كتلة ليفية؛ لأن الحصاة كانت غير واضحة تماماً على الأشعة، وذلك لأنها لم تكن متكلسة بشكل شديد، حيث كان هذا الانتفاخ والتورم يحدث سابقا، ويزول على مدى شهور، لكن هذه المرة كان الألم أشد والتورم أكبر حجماً، ولم يتراجع بل كان يزداد ويزداد.

وأضاف، وبعد سماع شكوى المريض وإجراء الفحص السريريّ، الذي أكد وجود حصاة لعابية، وحيث كان الصديد (القيح) يخرج بشكل واضح من فوهة القناة عند محاولة عصر القناة، ولا يوجد تصريف لعاب طبيعي، فتم اتخاذ القرار بالتدخل الجراحي الاستقصائي والاستئصالي للحصاة، وبعد إطلاع المريض على حالته وأخذ موافقته أُجْرِيَت الجراحة تحت التخدير الموضعي بإجراء شق في القناة؛ وبالتالي التوسيع و التسليخ بهدوء وحذر؛ نظراً لوجود فروع العصب الوجهي والشريان الخدي، حتى تم الاصطدام بجسم صلب أبيض اللون مائل للاصفرار، وتم التأكد هنا بأن الكتلة هي حصاة لعابية؛ وبالتالي بدأ التسليخ حولها بكل الاتجاهات، من أجل كشفها أكثر وأكثر وعزلها واستئصالها، وبعد استئصالها تم قياس قطرها البالغ 2 سنتيمتر، وهذا الحجم كبير جداً بالمقارنة بقطر القناة التي كانت بداخلها، الأمر الذي يوضح الانسداد الكامل للقناة، وحجم الضغط الكبير الموجود الذي كان يسبب الألم والالتهاب وتورم الخد.

وأردف، هنا بدأت المرحلة الثانية من العملية، والتي لا تقل أهمية عن المرحلة الأولى، وهي إصلاح القناة، وإعادة تصنيع فوهة جديدة لقناة الغدة اللعابية، من أجل إعادة تصريف وجريان اللعاب بشكل طبيعي، حيث تم إدخال أنبوب خاص ومعقم وإيصاله وتثبيته بالغدة في نفس مكان القناة الأول، وخياطة النسيج حوله، ومحاكاة الوضع الأصلي للقناة وفوهتها الأصلية، وترك جزء زائد وبارز خارج الجرح، كي لا تقوم الخلايا المرممة بإغلاق فوهة القناة الجديدة مرة أخرى، وتم إعطاء المريض التعليمات والأدوية المطلوبة، وتمت متابعة الحالة حتى تمام الشفاء، وتمت إزالة الأنبوب، والحصول على قناة غدة لعابية وفوهة جديدة، وتم التأكد من عودة التصريف اللعابي الطبيعي وعودة المريض لحياته الطبيعية.