محمد حميدان - طالب إعلام في جامعة البحرين


تمكنت جويرية الشوملي من محاربة مرض السرطان والتغلب عليه مستخدمة سلاح الأمل وقوة الإيمان والتفاؤل، وكانت جائزتها الكبرى بعد التعافي هو حصولها على وسام الكفاءة من الدرجة الثانية، من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وقالت إن السرطان هو وحش ليس له جسد، ينقض على الإنسان ويرديه صريعاً، ولذلك كان الصراع حتمياً معه، واستمر جولة بعد أخرى، حتى استطاعت بثقة الله والتمسك بالتفاؤل والأمل، واستلهام الصبر من نبينا أيوب عليه السلام، أن تهزم المرض وتعود بصحة وعافية إلى أهلها.

كيف بدأ المرض معكي؟


في عامي الثاني عشر من عمري بدأ المرض يتسلل إلى جسدي، وكنت آنذاك أشعر بالإرهاق والألم لفترات طويلة، مع اصفرار في الوجه وعدم الرغبة في الطعام، ودائما نائمة في فراشي، فتوجهت إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات ولكن التشخيص الخاطىء بين أنني مصابة بمرض الكبد الوبائي، لكني لم أتحسن وزادت حالتي في الانحدار، فقررت طبيبة أخذ عينة من النخاع الشوكي لإجراء الفحوصات ليتضح أني مصابه بسرطان الدم اللوكيميا، وحينها سمعت والدتي تتحدث مع الطبيبة عن هذا المرض وكنت لا أعلم شيء عنه إطلاقاً، ثم حضرت لي الطبيبة و أخبرتني عن كيفية علاج هذا المرض، وبعد علاج استمر سنتين في البحرين عاد المرض مرة أخرى ليهاجمني، وعندها توجهت إلى سنغافورة لزراعة النخاع الشوكي.

ما هو شعورك خلال تلك الفترة؟

منذ أن أصبت بالمرض و أنا أقول سوف أموت قريباً و لكن بعد إصابتي بالمرض مرة أخرى أصبحت أقوى بسبب إيماني بالله وثقة أمي التي كانت تردد دائماً مقولة «كل شعره تسقط منكِ هي حسنة تكتب لكِ في ميزان حسانتك.

وكيف هي مضاعفات المرض؟

يبدأ بتساقط الشعر وهو المعروف بين الناس نتيجة العلاج الكيماوي، وكنت أشاهد شيء باللون الأسود في عيني لكنني لم أخبر أمي بهذا الشيء إلى أن أزداد الأمر، وبعد كشف الطبيب علمت بأنني مصابه بفيروس ويجب إجراء عملية في العين، وبعد ثلاثة أيام من العملية فقدت النظر بالكامل لمدة ثلاثة أيام، وفي تلك الأثناء عرفت ما هي نعمة البصر جيداً، ثم أجريت عدة عمليات و علاجات كثيرة إلى أن رُد بصري في عين واحدة فقط.

من هم الأشخاص الذين لهم الفضل في تشجيعك ومساندتك؟

يأتي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رأس الشخصيات التي أدين لها بالفضل حين منحني وسام الكفاءة من الدرجة الثانية، ثم سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي ساعدني كثيراً في علاجي بالخارج وقد أهديته أول نسخة من كتابي «يوميات طفلة ستقهر السرطان بإذن الله»، كما لا أنسى دعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الدائم لي، وسفراء البحرين الذين لقبوني بسفيرة أطفال مرضى السرطان في الوطن العربي.

ما هي المؤسسات التي دعمت مسيرتك؟

وزارة الصحة الكويتية التي لقبتني بسفيرة الأمل، وجمعية «أمنية طفل» التي لها دور كبير في مساعدتي ومساعدة مرضى السرطان، فضلاً عن تجاوب وزارة التربية والتعليم في الحملة التي أطلقتها في الانستغرام وتسهيل الدراسة لمرضى السرطان في البحرين، ووزارة الإعلام التي أهدتني لقب أفضل شخصية مؤثرة في البحرين.