إذا قلت إن البحرين من الدول التي عاصرت القرن الأول للرسالة المحمدية، والقرن الأول كما قام عليه الصلاة والسلام "خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه"، أي أن القرون الثلاثة، هي القرون التي بدأت بدعوتهِ صلى الله عليه و سلم وازدهرت وترسخت دولة الإسلام، وإذا قلت ذلك، فلن أكون قد جانبت الصواب.

ومما قالت لي الوالدة رحمة الله تعالى وهي من النساء المعمرات في العائلة، ان في زمن مضى، وعاشت فيه فترة من عمرها ليست بالقصيرة، ان المساجد تؤذن لصلاة الفجر أذانين، أذان أول وأذان ثانيٍ بما يعني أن الأذان الأول إيقاظ والثاني دخول وقت صلاة الفجر، وهذه الفترة التي بينهما، خاصةً في شهر رمضان الكريم لتناول وجبة السحور، وهي فترة قصيرة لا تتجاوز ثلث الساعة تقريباً، فإذا قال المؤذن الله أكبر للأذان الثاني، يمسك المؤمن عن الشراب والأكل، فإذا كان في فمه شيء منهما، إنما يبلعهُ أو يمجه، فلا حرج عليه، وذلك الزمان لا ساعات فيه ومدفع، ونظام الأذانين لا زال حياً في الحرمين الشريفين، ومما أكد لي فضيلة القاضي حمد سامي الدوسري في زمن الرسول كان ابن أم مكتوم يؤذن بليل، ثم يؤذن بلال بن رباح للأذان الثاني.