قبل سبع سنوات وبالتحديد تاريخ 11-4-2017 نُشر لي مقال بعنوان «ليفركوزن ٢٠٠٢ قصة جميلة تنتهي بمأساة» وكنت حينها أقصد أن الفريق الألماني كان ينافس على ثلاث جبهات في ذلك الموسم الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ولكن في نهاية المطاف خسر جميع البطولات في الرمق الأخير بسيناريوهات مثيرة، فأنا شخصياً أتذكر جيداً ذلك الموسم المأساوي لليفركوزن، فقد كان الفريق يملك جيلاً مدججاً بالنجوم الذين تألقوا في مونديال كوريا واليابان ٢٠٠٢ ويكفي أن نذكر معلومة أن ستة لاعبين كانوا في تشكيلة النهائي الذي جمع العملاقين البرازيل وألمانيا، فليس من السهل أن نشاهد ستة لاعبين من فريق واحد مع طرفي نهائي كأس العالم.

بعد مرور ٢٢ عاماً على الموسم المشؤوم توج باير ليفركوزن بلقب البوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه قبل خمس جولات على النهاية وبدون أن يتلقى أي هزيمة حتى الآن بقيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو الذي دخل مع الفريق التاريخ من أوسع أبوابه لينهي عقدة الوصافة التي لازمت ليفركوزن كثيراً، كما أن الفريق أمام فرصة تحقيق الدوري بدون أي خسارة وأن حدث ذلك سيكون أول فريق ألماني يحظى بهذا الإنجاز، وينافس رفقاء ألونسو أيضاً على لقبين آخرين وهما كأس ألمانيا والدوري الأوروبي فقد تأهل لنهائي الأولى ونصف نهائي الثانية أي أن الفريق أمام فرصة للظفر بالثلاثية وإن تحققت ستكون بمثابة الحلم لباير ليفركوزن، ولاشك أن هذه النتائج المذهلة والتاريخية تحسب لعمل إدارة النادي والمدرب ألونسو الذي انتشل الفريق من القاع إلى القمة والمجد.

وأخيراً فهناك معجزات استثنائية في أوروبا لن تنسى من ذاكرة كرة القدم، أبرزها معجزة الدنمارك واليونان عندما توجوا بأمم أوروبا عامي ١٩٩٢ و٢٠٠٤، وهيلاس فيرونا بطل الكالتشيو عام ١٩٨٥ وكان صاعداً قبلها بموسمين فقط للسكوديتو، وديبورتيفو لاكورونيا بطل الليغا مطلع الألفية، وليستر سيتي الفائز بالبريميرليغ موسم ٢٠١٦، واليوم نشاهد معجزة جديدة لاتقل عنهم وهي معجزة ليفركوزن ٢٠٢٤.

مسج إعلامي

أوفى دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بكل الوعود فقد كنا أمام معارك كروية كان حصادها تسجيل ٣٢ هدفاً وهو الرقم الأكبر في هذه المرحلة عبر تاريخ البطولة، كما سنكون أمام نصف نهائي مثير حيث سيتقابل العملاقان ريال مدريد وبايرن ميونيخ في كلاسيكو أوروبي من العيار الثقيل، فيما سيواجه باريس خصمه بوروسيا دورتموند في مواجهة صعبة، فكل منهم دون شك يبحث عن التواجد في النهائي الذي سيقام على ملعب ويمبلي الشهير.