يوسف ألبي

هناك دولة تملك تاريخاً عريقاً سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، فلا يمكن لأحد تجاهل ذلك التاريخ الكبير المرصوع بالذهب والبطولات والتي يعلم بها الجميع شئنا أم أبينا، فالتاريخ مدون ولا يمكن لأحد أن يتكابر عليه... نعم إنها إيطاليا الإرث الكروي الكبير التي حققت كل شيء في كرة القدم من إنجازات وبطولات، وقدمت لنا نجوماً ذوي جودة عالية، وأنجبت لنا مدربين أساطير، لتكون هذه الدولة من أفضل الدول في عالم المستديرة والجميع يشهد لها على ذلك.

بداية الحديث سنتكلم عن الأتزوري وما حققه من إنجازات وأرقام خالدة، صحيح إيطاليا فشلت في التأهل لمونديال روسيا 2018، في فاجعة هزت الجميع، ولكن تظل علامة فارقة مهما فشلت في بعض اللحظات القليلة، ففي أي بطولة تشارك فيها يجب الحذر من إيطاليا صاحبة الشخصية القوية، فإيطاليا في سجلها أربع بطولات لكأس العالم، ولقب واحد لكأس أوروبا ومثلها في الأولمبياد، حيث تعتبر أول منتخب يحقق المونديال مرتين متتاليتين عامي 1934 و1938، وأول دولة أوروبية تجمع بين الألقاب الثلاثة الكبرى كأس العالم وأوروبا والأولمبياد، وهو المنتخب الوحيد أيضاً الذي نال المونديال 2006 وجميع لاعبيه من الكالتشيو في إنجاز يصعب تحقيقه، بالإضافة إلى نجاحها في الفوز بمونديال 1982، ففي تلك البطولة حققت إيطاليا حدثاً استثنائياً بفوزها على المنتخبات الكبرى جميعاً وهم البرازيل والأرجنتين وألمانيا، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها أحدهم الفوز على الجميع في نفس البطولة، كما أن في كثير من البطولات لم تصب الترشيحات لها، ولكن دائماً ما تخالف التوقعات مثل تأهلها لنهائي كأس أوروبا 2012 رغم خسارتها أمام الماتادور برباعية نظيفة، وظهورها بشكل ملفت في اليورو الأخير في 2016، حيث تمكنت وبجيل يعد الأسوأ في تاريخها من هزيمة إسبانيا وخسارتها بركلات الحظ الترجيحية أمام منتخب الماكينات الألمانية، كما أن في بعض البطولات لم يحالفها الحظ، مثل خسارتها نهائي مونديال 1994 لصالح البرازيل بضربات الترجيح وهزيمتها في نهائي اليورو 2000 بطريقة دراماتيكية وبالهدف الذهبي أمام فرنسا.



وعلى صعيد الأندية تملك الأندية الإيطالية صيتاً واسعاً في القارة العجوز، فتاريخياً ستة من أنديتها تأهلت لنهائي الأبطال ثلاثة منها نجحوا في تحقيق اللقب وهم الميلان والإنتر واليوفي، بالإضافة لتحقيق أندية بارما ونابولي ولاتسيو وسامبدوريا وفيورنتينا عدة ألقاب أوروبية، فرغم تراجع أندية الكالتشيو في الفترة الأخيرة إلا أن الميلان لايزال ثاني أكثر الأندية تحقيقاً للأبطال خلف نادي القرن ريال مدريد، وتمكن الإنتر من الفوز بلقب الأبطال عام 2010، بالإضافة لتأهل اليوفي لنهائي البطولة مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية عامي 2015 و2017 ولم يحالفه الحظ في تحقيق أي منها، أي أن أندية

إيطاليا رغم ظروفها الصعبة إلا أنها تحاول دائماً إثبات نفسها في البطولات الأوروبية.

أما على مستوى اللاعبين، فإيطاليا منبع النجوم والأساطير، فأنجبت لنا باولو روسي وسكيلاتشي هدافي مونديالي 1982 و1990، وباجيو وفييري أعظم هدافي إيطاليا في كأس العالم، حيث يملك كل منهما تسعة أهداف، وباريزي وألبرتيني وزولا ومالديني وبيرلو وديل بيرو وتوتي وبوفون وغيرهم من اللاعبين، الذين تركو بصمة كبيرة على الساحة الكروية.

وفي عالم التدريب فإيطاليا ملوك التكتيك سنبدأ بالعجوز تراباتوني الذي حقق كافة البطولات الأوروبية بالإضافة لفوزه بلقب كاس الإنتر الإنتركونتيننتال، كما حقق خمس بطولات دوري في خمس دول مختلفة، وهو الوحيد الذي حقق ذلك، ومارسيلو ليبي الذي يعتبر أول مدرب في التاريخ يجمع بين لقبي كأس العالم ودوري أبطال أوروبا، كما يعتبر الوحيد الذي حقق لقب الأبطال في قارتين مختلفتين، وأريغو ساكي صانع المجد مع الميلان، وأنشيلوتي الذي حقق إنجازات كبيرة مع عدة أندية، فقد نجح بتحقيق الدوري في 4 دوريات كبرى، كما حقق الأبطال ثلاث مرات ومع ناديين مختلفين، ورانييري الذي صنع الإعجاز بتتويجه بلقب البريميرليغ مع ليستر ستي، حتى دي ماتيو حقق مع تشلسي لقب الأبطال عام 2012 بفضل تكتيكه الإيطالي الخالص، والبارعان حالياً كونتي وأليغري وغيرهم من المدربين الإيطاليين.

هناك أساطير يعودون بالفضل لإيطاليا في تعلمهم وبروزهم، فمارادونا قال "إيطاليا جنة كرة القدم"، وبيليه صرح "إذا كان الإنجليزي والإسباني الأشهر فالإيطالي الأمتع"، كما أشار كل من زيدان والظاهرة رونالدو وفان باستن بأنهم تعلموا كرة القدم في إيطاليا، بالإضافة لتصريح الألماني ماتيوس حين قال في إيطاليا "حققت المونديال والإسكوديتو وأصبحت أفضل لاعب بالعالم وإذا أراد أي لاعب تحقيق ذلك أنصحه باللعب في إيطاليا، فما بعد كلمات هؤلاء الأساطير حديث".