أحمد عطا

يملك مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان الكثير من الحلول لموقعة كييف المقررة السبت المقبل.. الرجل الفائز بالبطولة كلاعب ومدرب دأب طوال الموسم على استخدام الكثير من الرسوم التكتيكية لكن يبدو وأن رسمين تكتيكيين هما الأقرب لاستخدام واحدٍ منهما.. الأول هو 4/4/2 بطريقة الماسة وبوجود كاسيميرو على رأس الماسة دفاعياً وإيسكو على رأسها هجومياً وما بينهما يتواجد مودريتش وكروس وذلك لخلق تناسق وترابط قوي بين عناصر الفريق يكون خط الوسط عصبها الرئيس على أن يكون رونالدو وبنزيما/أسينسيو في الأمام، أما الخيار الثاني فهو 4/4/2 كذلك لكن بالطريقة الكلاسيكية المسطحة وبوجود لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو كجناحين يقومان بأدوار مركبة هجومياً ودفاعياً، ومشكلة هذه الخطة تكمن في التخلي عن كاسيميرو واللعب بكروس ومودريتش فقط في خط الوسط لكنها تسمح للفريق بسرعة أكبر واستفادة من انطلاقات فاسكيز وأسينسيو.

أما الخيارات المتاحة الأخرى فهي إمكانية مشاهدة جاريث بيل يخوض المباراة منذ البداية أو ربما ماركو أسينسيو إلى جوار بنزيما ورونالدو ليتحول الفريق لطريقة أقرب إلى 4/3/3 ليحاول الفريق حمل لواء المبادرة ونقل الكرة بسرعة لمنتصف ملعب ليفربول لمنع الريدز من أهم ميزة يمتلكونها وهي قطع الكرة في منتصف الخصم وشن المرتدات الخطيرة غير القابلة للإيقاف مع ثلاثيه الأمامي.



وعلى سيرة ثلاثي ليفربول فإنه لا توجد حيرة كبيرة في الريدز، فالتشكيلة معروفة على الأرجح بالثلاثي الأمامي الأقوى في أوروبا هذا الموسم والتي تضم أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي محمد صلاح، وأحد أفضل قاطعي ومستخلصي الكرات رغم كونه مهاجماً روبيرتو فيرمينو والذي يراه كثيرون العقل المفكر لهذا الثلاثي، وأخيراً الفهد السنغالي ساديو ماني صاحب المجهود الوافر والسرعة المرعبة.

غياب الحيرة في الثلاثي الأمامي تبدو محببة للنفس بالنظر لما قدموه، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الحيرة في خط الوسط، فمن شبه المؤكد اللعب بهندرسون، فينالدوم وجيمس ميلنر لأنه ببساطة لا يوجد خيار حقيقي آخر! فإصابة إيمري تشان منعته من الجزء الأهم من الموسم، بينما كانت إصابة أليكس تشامبرلين مؤلمة جداً ليورجن كلوب الذي كان يعول عليه كثيراً في الربط بين خط الوسط والانضمام للثلاثي الأمامي أحياناً علماً بأنه حتى خيار مثل آدم لالانا متاح نظرياً لكنه ليس متاحاً عملياً بالنظر لحقيقة أن الأخير لم يشترك بالقدر الكافي هذا الموسم لتوالي إصاباته "المعتادة"، ولا ننسى أنه مع كل هذه الإصابات كان كلوب قادراً على تعويض رحيل فيليبي كوتينيو بالطريقة المثالية لكنه الآن بات رجلاً مجرداً من أي أسلحة إضافية تقريباً.

تاريخياً، لا يبدو التكتيك هو العامل الأهم في النهائيات، فالحقيقة أن التفاصيل الصغيرة والحماس والاندفاع البدني واستغلال الفرص ربما تكون العوامل الأهم في هذا الصدد، فكثير من الفرق كنت تشعر وأنه لا تلعب بنفس الجودة في النهائي ويعود ذلك للضغط العصبي الكبير أو للتأخر المفاجئ في النتيجة أو لعدم التمرس بما فيه الكفاية.

لا يعني هذا أن التكتيك ليس صاحب دور في المباريات، لكن كلا المدربين سيعمدان إلى تحضير لاعبيهما نفسياً بالطريقة المثالية لتفادي الأخطاء الساذجة الناتجة عن التوتر ثم سيكون على اللاعبين الكبار في الفريقين أن يتحملوا مسؤوليتهم لحسم اللقاء ونيل اللقب الغالي.. ذات الأذنين الغالية.