محمد عباس

السيطرة المطلقة لسلة المنامة على ألقاب الدوري المحلي، والتي حدثت الموسم الماضي وفي المواسم الستة السابقة، ليست جديدة، فقد تكررت بالصورة نفسها تماماً قبل موسم 2005-2006، حينها كانت السيطرة مطلقة تماماً لسلة نادي المنامة على المنافسات المحلية بعد تتويج الفريق بسبعة ألقاب دوري متتالية حتى باتت البطولات شبه محسومة قبل انطلاقها، وهذه المحصلة عادة ما تقلل من قيمة البطولة، كما أنها تدفع الجماهير للعزوف.

اليوم يتكرر المشهد تماماً، 6 ألقاب متتالية لسلة المنامة في بطولة الدوري، والمنافسة تكاد تضمحل موسماً بعد آخر، إذ إن المنامة سيطر تماماً ليس على جميع الألقاب المحلية للدرجة الأولى فقط، وإنما حقق جميع الألقاب المحلية الممكنة في جميع الفئات.



في موسم 2006، قام الاتحاد البحريني لكرة السلة بتحرك جديد في ذلك الوقت بالسماح لكل فريق بضم لاعبين محترفين بدلاً من لاعب واحد بداية بنظام لاعب عربي وآخر أجنبي، ومن ثم السماح بلاعبين أجانب لكل فريق.

حينها تغيرت خريطة المنافسة تماماً ليس في ذلك الموسم فقط، وإنما في جميع المواسم اللاحقة حتى بعد العودة لنظام المحترف الواحد، إذ ظهرت فرق جديدة وتوج الأهلي والمحرق وسترة بالبطولات المحلية.

موسم 2006، كان استثنائياً، ففي بطولة الكأس حقق سترة إنجازه التاريخي بالتتويج بالبطولة على حساب المنامة وبتواجد المحترف العراقي قتيبة عبدالله الذي قدم مباراة استثنائية، ومحترف أمريكي آخر إلى جانب كتيبة اللاعبين المحليين المميزين في ذلك الوقت.

في الموسم نفسه أيضاً، كسر الأهلي احتكار المنامة لبطولة الدوري وتوج بالبطولة بعد غياب طويل بقيادة المحترفين العملاق الأمريكي كالفين والمحترف المميز جمال هولدن، ليعلن بداية سيطرة أهلاوية على الألقاب المحلية بجيل من اللاعبين المميزين.

الحضور الجماهيري في ذلك الموسم والمواسم اللاحقة كان استثنائياً، وقوة المنافسة كانت كبيرة والنتائج غير متوقعة، والجميع يمتلك القدرة على المنافسة والبروز.

لا شك أن تواجد محترفين لكل فريق له الكثير من السلبيات على مكانة اللاعب البحريني وكذلك على المنتخبات الوطنية، وأيضاً استنزافه لميزانيات الأندية، غير أن تواجد محترفين لكل فريق غير تماماً من شكل لعبة كرة السلة في البحرين، ومكنها من استقطاب فئات جماهيرية كبيرة وجديدة باشتداد المنافسة بين فرقها.

تواجُد المحترفين أيضاً لكل فريق سيقلل من القيمة المرتفعة للاعبين المحليين، وسيجبر الأندية الكبيرة عن التوقف عن احتكارها للاعبين ما سيسمح لهم بالانتقال إلى أندية أخرى، وهو ما سيمكن الأندية الأصغر من العودة للمنافسة مجدداً.

في ظل تكرر المشهد حالياً الذي سبق موسم 2006، هل يعود اتحاد السلة مجدداً لنظام المحترفين؟