في شهرها السادس، تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الجمعة، حيث يستهدف الجيش الروسي مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية بالمدن الأوكرانية بهدف تحرير أراضي دونباس، فيما تواجه كييف الدب الروسي مستعينة بالدعم والأسلحة الغربية. يأتي ذلك فيما يحبس العالم أنفاسه خوفاً من حدوث كارثة نووية بمحطة زابوريجيا النووية.

وفي آخر التطورات، أفادت وكالة "سبوتنيك" بسقوط قذيفة أوكرانية على بعد 10 أمتار من مخزن للنفايات النووية في زابوريجيا. وقالت الوكالة نقلا عن سلطات المنطقة الواقعة بجنوب شرق أوكرانيا، إن القذيفة سقطت على بعد عشرة أمتار من المخزن. وأشارت السلطات إلى أن قصف المحطة النووية في زابوريجيا جرى بصواريخ غربية الصنع.



وقال فلاديمير روغوف، عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيا، إن استمرار القصف الأوكراني للمحطة الكهروذرية تسبب بتقليص كبير لكميات الكهرباء المنتجة هناك. وشدد روغوف على أنه إذا استمر القصف الأوكراني لهذه المحطة، فمن غير المستبعد وقف عملها وإغلاقها بشكل مؤقت.

وقبلها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات كييف تنشر مراكز قيادتها ومدرعاتها ومدفعيتها في رياض الأطفال، بمناطق زابوروجيه ونيكولاييف وعدد من المناطق الأخرى التي لا تزال خاضعة لها.

وقال رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، إنه "في مدينة نيكولاييف، في روضة الأطفال رقم 103 بشارع أوكيانوفسكايا، أنشأت القوات الأوكرانية مركز قيادة، ونشرت المدفعية ومستودعات الذخيرة دون إجلاء المدنيين من المباني القريبة، لجعلهم دروعا بشرية".

وأشار إلى أنه في روضة أطفال بمدينة زابوروجيه، تم نشر مقر قيادة لقوات ما يسمى الدفاع المحلي ومعدات عسكرية، وفي روضة أطفال بمدينة قسطنطينوفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية نشرت مركز قيادة ومستودعات للذخيرة، ونصبت حواجز أمنية حولها.

وأضاف أنه في روضتي أطفال بمدينة كراماتورسك في الجمهورية ذاتها، نشرت الوحدات الأوكرانية المدفعية وراجمات الصواريخ.

من جهتها، قالت بريطانيا اليوم الجمعة، إن الانفجارات التي وقعت هذا الأسبوع في مطار ساكي العسكري الذي تديره روسيا في غرب شبه جزيرة القرم أدت إلى خسارتها ثماني مقاتلات مما أسفر عن تدهور في قدرات الأسطول الجوي التابع للبحرية في البحر الأسود.

ومع أن الطائرات التي دُمرت ليست سوى جزء ضئيل من أسطول الطيران الإجمالي، فقد قالت بريطانيا إن قدرة روسيا العسكرية بالبحر الأسود ستتأثر، إذ أن مطار ساكي قاعدة تشغيلية رئيسية. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية دورية على "تويتر" أن المطار لا يزال يعمل على الأرجح، لكن المنطقة المخصصة لتوقف الطائرات وانتشارها بجواره تعرضت لأضرار جسيمة.

وأضافت الوزارة أن الانفجارات، التي قالت روسيا إنها أسفرت عن مقتل شخص وإصابة خمسة، ستدفع جيشها إلى مراجعة التهديدات الممكنة في المنطقة.

هذا وتعرّضت محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، للقصف مجددا الخميس وقد تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشن الضربات الجديدة، في حين شدّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي على وجوب تمكينها من دخول المحطة "بأسرع وقت ممكن".

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في الرابع من مارس، بعد أيام قليلة على بدء بدء العملية العسكرية الروسية.

وكانت المحطة استُهدفت بعمليتي قصف الأسبوع الماضي، ما أثار قلق المجتمع الدولي.

وفي نيكوبول على بعد حوالى مئة كيلومتر من محطة زابوريجيا الواقعة على الضفة المقابلة من نهر دنيبر، أعلن الحاكم فالنتين رزنيشينكو عبر حسابه على "تليغرام" مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة في قصف روسي براجمات صواريخ غراد.

وفي دونباس، أعلن رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو على "تليغرام" صباح الخميس أن 11 مدنيًا قُتلوا في الساعات الأخيرة، ستة منهم في بخموت وثلاثة في سوليدار وواحد في كراسنوغوريفكا وآخر في أفدييفكا.

وتحاول القوات الروسية التي تقصف سوليدار بشكل مستمرّ، طرد الجيش الأوكراني من المدينة حتى تتمكن من التقدم نحو بخموت المجاورة.

وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو "نحن بانتظار أن تحرر قواتنا المسلّحة جنوب بلادنا، بما فيه ماريوبول. نحن بانتظار هذا الأمر الذي سيتحقق قريبا".

ودمرت انفجارات قوية الثلاثاء مستودعا للذخيرة في مطار عسكري روسي في القرم ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين وأثارت الذعر بين آلاف السياح الروس الذين يمضون عطلهم في شبه الجزيرة.

وأكد الجيش الروسي أن هذه الانفجارات لم تنجم عن أي عملية إطلاق نار أو قصف.