استهدفت إسرائيل مقر "حزب الله" الرئيس بغارات جوية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. وبعد غموض استمر ساعات طويلة أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله مع قيادات أخرى ومنهم علي كركي. محللون يؤكدون أن نجاح العملية قد يكون نقطة تحول إقليمي كبيرة، مما قد يجبر إيران على التهدئة. ومع تصاعد التصعيد، تزداد المخاوف من حرب شاملة قد تنجر إليها الولايات المتحدة وإسرائيل.

ليلة صاخبة هزت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، المعقل الأكبر لـ"حزب الله"، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي ما وصفه بـ"المقر الرئيس" للحزب، واستكمل بهجوم جوي واسع على أهداف تابعة للحزب وصفها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأنها مخازن للصواريخ الاستراتيجية، وما هي إلا ساعات قليلة مرت من اليوم السبت حتى أتى الخبر الذي انتظره الملايين على لسان أدرعي نفسه: مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله بالضربة.

إلا أن السؤال الأبرز يحاول يبحث الجميع عن فكفكة لغزه هو سر الاجتماع الذي جمع نصرالله وقيادات "حزب الله" في هذا التوقيت الحساس؟ كيف تمت العملية وبأي أسلحة؟ ماذا كان يدور تحت الأرض؟ وما مصير الحزب نفسه بعد الضربة الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت نفقاً تحت الأرض مرتبطاً بمقره الرئيس؟

وفي ظل الغموض والصمت المطلق تحدثت تقارير إسرائيلية عن "لحظة ذهبية" مكنت الجيش من تحديد الموقع الدقيق لحسن نصرالله ولحظة دخوله المركز القيادي للحزب في قلب الضاحية وفي طبقات عديدة تحت الأرض.

وفق تقارير إعلامية إسرائيلية وغربية، فإن الاجتماع كان مخصصاً لنقاش وتقييم الوضع الميداني والتطورات الأخيرة على الحدود الجنوبية للبنان، إضافة إلى بحث سبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وإمكانية تصعيد التحركات التكتيكية والاستعدادات العسكرية لـ"حزب الله"، في ظل مخاوف من احتمالية تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية أوسع نطاقاً، وهو ما يعزز فرضية أن الاجتماع كان يهدف إلى وضع خطة لمواجهة التصعيد.

القنابل الخارقة للتحصينات

تشير المعلومات الصحافية والعسكرية إلى أن الضربة نفذت بواسطة طائرات "أف-35" باستخدام نحو 10 قنابل خارقة للتحصينات من نوع MK84، تزن الواحدة 2000 رطل وقادرة على اختراق التحصينات بعمق يراوح ما بين 50 إلى 70 متراً تحت الأرض، إضافة إلى إحداثها ذبذبات ارتجاجية قادرة على قتل الحياة في محيط الاستهداف تحت سطح الأرض، وبحسب "القناة 13" الإسرائيلية، فإن المقر الرئيس لـ"حزب الله" يوجد في الطابق 14 تحت الأرض، من دون أن يتم تأكيد في أي طابق كان يوجد به نصرالله لحظة تنفيذ الهجوم.

وما أظهرته الصور أكد وجود طوابق عدة تحت الأرض، إذ ظهر في بعضها دمار هائل تحت الأرض وتصاعد لهب النيران جراء الضربة من تحت المباني التي قصفت.

أما عن الوحدة المسؤولة عن تنفيذ عملية الاغتيال فكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الغارات على الضاحية نفذتها الوحدة 119 في سلاح الجو الإسرائيلي.

ويرى المراقبون أن هذه العملية الإسرائيلية تحمل رسائل متعددة، ليس فقط لـ"حزب الله"، ولكن لإيران أيضاً، إذ يشكل استهداف نصرالله وقتله واحدة من أقوى الضربات، إن لم تكن الضربة الأقوى على الإطلاق للحزب الذي قاده نصرالله منذ أكثر من 32 عاماً، إذ من الممكن أن يكون نقطة تحول كبيرة في الشرق الأوسط، وتغييراً كبيراً في قواعد الاشتباك التي سادت طوال عقود.