دبي – صبري محمود

"البحث عن التميز الدائم يضع على عاتقنا كدبلوماسيين مسؤوليات جديدة لمتابعة الارتقاء بالعمل الدبلوماسي".. هكذا يخاطب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي فريق العمل معه، فالإنجازات الدبلوماسية لا تتوقف.

ولد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في 30 أبريل سنة 1972، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين عام 1995.



انضم الشيخ عبدالله بن زايد إلى الحكومة الاتحادية الإماراتية في 9 فبراير 2006 كوزير للخارجية، وإلى جانب عمله الوزاري شغل منصب وزير الإعلام والثقافة، ورئيس اتحاد كرة القدم الإماراتي، وعضوية مجلس الأمن الوطني، ونائب رئيس اللجنة الدائمة للحدود، ورئيس المجلس الوطني للإعلام، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وعضو مجلس كلية الدفاع الوطني وغيرها من المناصب المهمة والقيادية في دولة الإمارات.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قام بتمثيل دولة الإمارات رسمياً في المؤتمرات والاجتماعات العربية والدولية، وأطلق العديد من المبادرات والمنتديات التي تهدف لتعزيز الحوار بين مختلف الدول والمنظمات.

وقاد الشيخ عبدالله بن زايد باقتدار فريق العمل الوطني لدولة الإمارات في العديد من المعارك الدبلوماسية وحقق نجاحات كثيرة وإنجازات متتالية أبهرت الأوساط الدبلوماسية العالمية، وتمكن وفريق عمله في تقديم صورة طيبة عن دولة الإمارات العربية المتحدة وتمكن من تقديم نموذج فريد للسياسة الخارجية يقوم على الوسطية والحداثة مقرونة بالتوازن والاعتدال.

إلغاء تأشيرة "الشنغن"

نجح الشيخ عبدالله بن زايد في إلغاء تأشيرة "الشنغن" الأوروبية، وأتاح لأبناء دولة الإمارات دخول أوروبا والتجول في جميع دولها دون الحاجة لتأشيرة وهو إنجاز كبير للسياسة الخارجية الإماراتية لم يسبقه إليه أحد. وبفضل حنكته الدبلوماسية أصبحت دولة الإمارات الآن الدولة العربية الوحيدة التي يستطيع مواطنوها الذهاب لأوروبا دون تأشيرة.

الشيخ عبدالله بن زايد -يومها- قال: "تمكنا بتوفيق من الله ودعم قيادة دولة الإمارات من تحقيق نجاحات متتالية خلال السنوات الماضية ولا ننظر إلى إعفاء مواطنينا من تأشيرة "شنغن" أنه آخرها بل هو بداية لمرحلة حافلة من الإنجازات التي سوف تصنعها الخبرات المواطنة المدربة والمؤهلة. وأضاف "سيتحقق ذلك في الفترة المقبلة من خلال تنمية وصقل مهارات ومعارف المتدربين حسب منهجية شاملة تتماشى مع أرقى المعايير العالمية بحيث يتم تأهيليهم للقيام بدور محوري وملموس في دعم أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات".

"إيرينا"

خاض عبدالله بن زايد معركة كبيرة لتكون دولة الامارات مقراً دائماً لوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة "إيرينا"، وقد كللت جهوده بالنجاح، حيث تم اختيار العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة مقر الوكالة في يونيو 2009.

نجح الشيخ عبدالله بن زايد في تقوية العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات مع بلدان أمريكا اللاتينية ودول جنوب المحيط الهادئ، إضافة إلى تطوير العلاقات مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، ودول شرق آسيا.

كما نجح في المحافظة على مواقف سياسية واضحة تدعم علاقة الإمارات مع شركائها الإقليميين والدوليين وتعزيز وترويج مكانة الإمارات كقائد إقليمي في مجالات عدة، وبناء القدرات الدبلوماسية الإماراتية لإنشاء كفاءات وكوادر دبلوماسية إماراتية وتقديم خدمات متميزة في رعاية مصالح المواطنين في الخارج وتقديم الخدمات القنصلية.

مكتب أمريكي للتخليص الجمركي

تمكن الشيخ عبدالله بن زايد من الحصول على الموافقات اللازمة لافتتاح مكتب أمريكي للتخليص الجمركي للمسافرين الى الولايات المتحدة وهو المكتب الوحيد من نوعه في العام العربي وهي خطوة مهمة جداً تريح المسافرين من الجهد والعناء واستنزاف الوقت في المطارات الأمريكية وهي خطوة يستفيد منها كل من رغب بالسفر إلى الولايات المتحدة عبر مطاري أبوظبي أو دبي.

ونجحت منظومة العمل الدبلوماسي تحت قيادته في القيام بدور حيوي في تدريب وتطوير الكفاءات الإماراتية لإعداد جيل جديد من الدبلوماسيين القادرين على تعزيز مكانة الدولة وحماية المصالح الوطنية.

فالرؤية المستقبلية والتخطيط للمستقبل تجلى في فكر الشيخ عبدالله بن زايد بتأسيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وتولي رئاسة مجلس الأمناء، بهدف تهيئة نخبة من القادة الدبلوماسيين ذوي الخبرات الواسعة والقادرين على دعم السياسة الخارجية لدولة الإمارات وتحقيق مصالحها الوطنية.

فالرجل لدية رؤية جادة تهدف لتوظيف القدرات والموارد البشرية الوطنية وتوفير برامج التطوير والتدريب اللازمة من أجل ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات التي تستثمر في الإنسان لتحقيق رؤيتها بأن تكون ضمن أفضل دول العالم.

ووضع خطة مستقبلية لتنفيذ رؤية ورسالة الأكاديمية المتمثلة في إنشاء مركز أكاديمي متميز في مجال تطوير القدرات الدبلوماسية والبحوث وقيادة الفكر وتزويد الدبلوماسيين الإماراتيين الحاليين والمستقبليين بالمعرفة المطلوبة والمهارات متعددة التخصصات، وتمكين منتسبي برامج أكاديمية الإمارات الدبلوماسية من مختلف المؤسسات والجهات الحكومية المعنية وتعريفهم على الأنشطة الدولية المختلفة وتوفير بيئة تعليمية شاملة تضمن لهم اكتساب مهارات دبلوماسية وقيادية متميزة تسهم في تطوير مسيرتهم المهنية كما تتيح لهم فرصة الحصول على الثقة والقدرات المطلوبة التي تؤهلهم لخدمة مصالح الدولة في الداخل والخارج.

وانطلقت الدبلوماسية الإماراتية في عهده إلى مرحلة جديدة لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية على الساحة الدولية تتويجاً للنجاحات الكبيرة التي حققتها خلال العقود الأربعة الأخيرة.

***