* 35 ألف شخص من 175 دولة يشاركون في القمة العالمية

* وزير شؤون الكهرباء والماء يزور أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم

أبوظبي - صبري محمود



انطلقت في دولة الإمارات فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي يقام تحت عنوان "دفع جهود التحول العالمي في قطاع الطاقة" بمشاركة من 35 ألف مشارك من 175 دولة، من ضمنهم وزراء، بينهم وزير شؤون الكهرباء والماء في مملكة البحرين د. عبد الحسين بن علي ميرزا، وممثلين عن المنظمات الدولية والشركات العالمية، ونخبة من العلماء والخبراء الدوليين. وقد قام د. ميرزا، بزيارة مجمع "محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" الذي يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم.

وشهد الافتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات، ومحمد ولد عبدالعزيز رئيس موريتانيا وداني فور، رئيس جمهورية سيشل، والأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية وعدد من ممثلي الدول العربية وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين.

وتضمن الحفل عرض كلمة تلفزيونية مسجلة من عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج أكد فيها أهمية تفعيل دور الشباب ودعم قادة مستقبل الاستدامة. وشهدت الفعاليات حلقة نقاش خاصة بالشباب، شارك فيها مجموعة من الشباب الموهوبين من الإمارات والمملكة العربية السعودية والصين والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية لمناقشة أفكارهم الإبداعية بشأن المناخ والطاقة والتنمية الاقتصادية، ورغم ثقافاتهم المتنوعة، فقد أجمع المشاركون على طموح واحد وهدف مشترك تمثل في المساهمة ببناء مستقبل أكثر استدامة.

كما شارك نحو 150 من أبرز قادة الاستدامة في العالم من القطاعين الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية في مناقشة المبادرات المطلوبة والتدابير اللازمة لمواكبة تزايد الطلب العالمي على الطاقة.

وكان "أسبوع أبو ظبي للاستدامة 2018" قد انطلق السبت الماضي بالاجتماع السادس للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا". ويستضيف الأسبوع خلال الأيام المقبلة الدورة الحادية عشر لمؤتمر ومعرض "القمة العالمية لطاقة المستقبل" التي تعد من الفعالياته الرئيسة وإحدى أهم المنصات العالمية المعنية بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتكنولوجيا النظيف، ومن الفعاليات الرئيسة أيضاً الدورة السادسة للقمة العالمية للمياه، والدورة الخامسة لمعرض ومؤتمر "إيكوويست"، وحفل توزيع جوائز الدورة الثالثة من "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار"، و"المهرجان في مدينة مصدر".

ويستضيف "أسبوع أبوظبي للاستدامة" وفوداً من الصين والهند واليابان والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشركات العارضة من 40 دولة، كما يستضيف الأسبوع العديد من الفعاليات الموجهة للشباب، والتي تشمل "الملتقى الحصري للطلبة"، و"الحلقات الشبابية"، و"سفراء الملتقى الحصري للطلبة" ، وبالإضافة إلى ذلك، يوفر ملتقى "تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس"، فرصة لأصحاب المشاريع الناشئة ورواد الأعمال والمبتكرين لبناء شراكات فاعلة مع كبار المستثمرين العالميين.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات ستواصل جهودها الرائدة لضمان أمن الطاقة عبر مزيج متنوع يشمل، إلى جانب الموارد الهيدروكربونية، المصادر النظيفة والمتجددة، والعمل على توفير منصات استراتيجية مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه لجمع مختلف الأطراف المعنية للبحث في طرق تعزيز أمن المياه والغذاء بما يضمن بناء مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.

وألقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر" كلمة رحب فيها بضيوف القمة، وأكد أن أسعار الطاقة المتجددة أصبحت منافسة لأسعار الطاقة التقليدية، كما تعززت أوجه التكامل المجدي اقتصادياً بينهُما، مبيناً أن دولة الإمارات أصبحت، من خلال "مصدر" وغيرها من المبادرات الطموحة، في مقدمة الدول التي تبذل جهوداً كبيرة من أجل تطوير والترويج عالمياً لخلق مزيج متنوع ومستدام من مصادر الطاقة.

وتضمن برنامج الفعاليات سلسلة من حلقات النقاش، بدأت بكلمة للدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في دولة الامارات، وانتهت بكلمة ختامية ألقاها ميروسلاف لاجاك، رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير الخارجية في جمهورية سلوفاكيا.

وشملت قائمة خبراء القطاع وصناع السياسات الذين شاركوا في جلسات النقاش معالي شري سينغ وزير الطاقة والفحم والطاقة الجديدة والمتجددة والمناجم في الهند، وعدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".

في سياق متصل، قام وزير شؤون الكهرباء والماء في مملكة البحرين الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا، بزيارة مجمع "محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" الذي يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم.

واطلع وزير شؤون الكهرباء والماء على أهم المشاريع والمبادرات والبرامج التي تنفذها هيئة كهرباء ومياه دبي وتتبنى الاستدامة كجزء من رؤيتها حيث طورت استراتيجية تتضمن الأبعاد الثلاثية للاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وحضر اللقاء الدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة ومحمد بوشهري وكيل وزارة الكهرباء والماء في دولة الكويت ومحمد بن عبد الله أبو نيان رئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" .

كما حضره من جانب هيئة كهرباء ومياه دبي المهندس وليد سلمان النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز والدكتور يوسف الأكرف النائب التنفيذي للرئيس لقطاع دعم الأعمال والموارد البشرية والمهندس مروان بن حيدر النائب التنفيذي للرئيس - قطاع الإبتكار والمستقبل والمهندس جمال شاهين الحمادي نائب الرئيس - المشاريع الخاصة.

وتفقد الوفد الزائر مركز اختبارات الطاقة الشمسية المخصص لتقنيات الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة الذي يتم فيه اختبار نحو 30 نوعاً من الألواح الكهروضوئية قدمتها شركات عالمية متخصصة بصناعتها وستشكل الاختبارات - التي يتم إجراؤها - خط أساس لتطوير مواصفات ومعايير معدات الطاقة الكهروضوئية.

وتشمل منصات الاختبارات التقنية مكعب الألواح الكهروضوئية المدمجة في المباني ووحدة اختبار للزوايا المتعددة لميلان للألواح الكهروضوئية ومتتبع للأشعة الشمسية أحادي المحور إضافة إلى متتبع آخر ثنائي المحور وستمكن نتائج هذه الاختبارات هيئة كهرباء ومياه دبي من تعزيز استخدام تكنولوجيا الألواح الكهروضوئية وفهم أدائها وموثوقيتها على المدى الطويل وضمن الظروف المناخية في دبي.

واستمع الوفد لشروحات قدمها سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي حول محطة ضخ وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المجمع والتي تعمل بتقنية التناضح العكسي والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاجية تبلغ 50 متراً مكعباً يومياً.

وتحدث العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي عن أهم مكونات مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ومراحل إنجازه وأهدافه الاستراتيجية منوها بأنه تم بنجاح استكمال المرحلة الأولى من المجمع بقدرة 13 ميجاوات عام 2013 وتم تشغيل المرحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات في شهر مارس من عام 2017 والتي تم تنفيذها من خلال شراكة هيئة كهرباء ومياه دبي مع الائتلاف الذي قادته شركة "أكوا باور" السعودية المطور الرئيسي للمشروع وشركة "تي إس كيه" الإسبانية المقاول الرئيسي وبتكلفة تصل إلى 1.2 مليار درهم.

وأضاف أنه يتم حالياً بناء المرحلة الثالثة من المجمع بقدرة 800 ميجاوات على ثلاثة مراحل ومساحة تبلغ 16 كيلومتراً مربعاً حيث من المتوقع تشغيل أول 200 ميجاوات في شهر أبريل من عام 2018 وسيتم تشغيل 300 ميجاوات خلال النصف الأول من 2019 ومن ثم 300 ميجاوات الأخيرة خلال النصف الأول من 2020.

وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أعلن عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل في موقع واحد بقدرة 700 ميجاوات وبتكلفة تصل إلى 14.2 مليار درهم ضمن المرحلة الرابعة في المجمع وسيتم تدشين المشروع على مراحل بدءا من الربع الأخير من عام 2020.

ويشارك الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا وزير شؤون الكهرباء والماء في فعاليات ابوظبي للاستدامة لعام 2018 بناء على دعوة موجهة من وزير الطاقة الاماراتي المهندس سهيل بن محمد المزروعي. وسوف يتحدث عن تجربة مملكة البحرين في هذا المجال والخطوات التي سعت الحكومة بها الى تشجيع الاستفادة من الطاقة النظيفة انطلاقاً من اهتمام القيادة الرشيدة بالتنمية الشاملة المستدامة.