كابول - (أ ف ب): أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي بقيت عروضه للسلام مع حركة طالبان حبراً على ورق حتى الآن، الخميس وقفاً مؤقتاً أحادي الجانب لإطلاق النار في مناسبة عيد الفطر.

وأوضح الرئيس الأفغاني أن وقف إطلاق النار الذي سيطبق فقط مع حركة طالبان وليس مع تنظيم الدولة "داعش"، سيبدأ في "اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان وسيتواصل حتى خامس أيام عيد الفطر" الذي يفترض أن يبدأ في نهاية الأسبوع المقبل.

وبالتالي فإن وقف المعارك سيستمر أسبوعاً ونيفاً، وكما يبدو من الثلاثاء 12 يونيو حتى الأربعاء 20 يونيو، لكن المراقبين اعتبروا أن هذه الفرضية غير مرجحة.



وأعلن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أنه "يتحقق من هذا الإعلان مع مسؤولي" الحركة.

وأوضح الرئيس الأفغاني أن هذا القرار غير المسبوق يأتي بعد "الفتوى التاريخية الصادرة عن مجلس العلماء الأفغان" الذين اعتبروا الإثنين أن القتال باسم الجهاد في أفغانستان، أمر "غير شرعي" في الإسلام، داعين لعقد مباحثات سلام.

وقال إن "الحكومة الأفغانية تأمر كل قوات الأمن والدفاع بوقف هجماتها ضد حركة طالبان خلال فترة وقف إطلاق النار هذا، لكن العمليات ستتواصل ضد داعش والقاعدة والمجموعات الإرهابية الدولية الأخرى".

وأضاف "الإثنين اجتمع نحو ثلاثة آلاف من علماء الدين الذين قدموا من كل أنحاء البلاد لنشر فتوى تعتبر أن الهجمات الانتحارية "حرام" وتدعو إلى وقف إطلاق النار".

وتابع الرئيس الأفغاني أن "الحكومة تدعم هذه الفتوى التي اعتمدت بالإجماع وتدعم وقف إطلاق النار الذي أوصت به".

وكان مجلس العلماء الأفغان الذي عقد جمعية كبرى "لويا جيرغا" الإثنين في كابول بحضور آلاف رجال الدين الذين قدموا من 34 محافظة، نشر فتوى من سبع نقاط تعلن أن "الهجمات الانتحارية والتفجيرات تتعارض مع الإسلام وهي حرام".

وتابعوا أن "لا أساس قانونياً للحرب الجارية في أفغانستان حيث الأفغان وحدهم هم ضحايا الحرب (التي) لا تحمل أي قيمة دينية ولا وطنية ولا إنسانية".

وبعد ساعة على نشر هذه الفتوى التي بثت مباشرة على التلفزيون، فجر انتحاري نفسه عند مدخل الخيمة التي كانت تعقد فيها الجمعية موقعاً 7 قتلى في اعتداء تبناه تنظيم الدولة.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأفغاني الجنرال شريف يافتالي خلال مؤتمر صحافي "نأمل في أن يلتزم الجانب الآخر بوقف إطلاق النار".

لكن المحلل السياسي هارون مير اعتبر أن هذه الفرضية "غير مرجحة" لكنه شدد على الجانب "الرمزي" لهذه الرسالة.

وقال "عبر اقتراح وقف لإطلاق النار بعد دعوة العلماء وفي أوج سنة انتخابية، إنما يحاول الرئيس بدون شك تعزيز موقفه وتقديم نفسه على أنه صانع سلام".

ومن المرتقب تنظيم انتخابات تشريعية، هي الأولى في البلاد منذ 2010، في أكتوبر وانتخابات رئاسية تليها في عام 2019.

وفي نهاية فبراير وخلال مؤتمر إقليمي، عرض الرئيس غني إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان على أن تتمكن الحركة من أن تصبح حزباً سياسياً إذا وافقت على وقف إطلاق النار واعترفت بدستور العام 2004.

ومنذ ذلك الحين لم ترد حركة طالبان رسمياً على مبادرته. لكنها واصلت الاعتداءات الدامية مستهدفة بشكل خاص القوات الأمنية والشرطة والجيش منذ بدء شهر رمضان مع مواصلة القتال في عدة ولايات لا سيما في غرب البلاد ووسط شرقها.

والأسبوع الماضي أعلن مسؤول أمريكي كبير في كابول الجنرال جون نيكلسون أن المتمردين "يتفاوضون سرياً" مع السلطات الأفغانية.

وقال "هناك محادثات مكثفة ضمن حركة طالبان وهذا يفسر لماذا لم نتلقَّ أبداً رداً رسمياً على عرض السلام الذي قدمه الرئيس غني".