موسكو – عمار علي

أعلنت لجنة الانتخابات في إقليم بريمورسك في الشرق الأقصى الروسي بطلان نتائج الجولة الثانية من انتخابات محافظ الإقليم التي نجح فيها مرشح مدعوم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب انتهاكات قانونية وعمليات تزوير كثيفة.

وأوصت اللجنة الانتخابية بإلغاء فوز مرشح مؤيد للكرملين بسبب "انتهاكات خطيرة" في انتخابات حاكم إقليمي في الشرق الأقصى، وذلك بعد تزوير في عدد الأصوات أثار موجة تنديد.



وبعد أن حصد 95% من الأصوات مساء الأحد، فاز الحاكم المنتهية ولايته أندري تاراسينكو أخيراً على الاشتراكي أندري إيشتشنكو بفارق نقطة واحدة في النتائج شبه النهائية، ما تسبب بتوجيه اتهامات بالتزوير وبخروج تظاهرات في فلاديفوستوك.

وبعد دراسة الشكاوى التي تلقتها، صوّتت اللجنة الانتخابية الفيدرالية الأربعاء على رفع توصية إلى فرعها في إقليم بريمورسكي بإلغاء الانتخابات.

ونقلت الوكالات الروسية عن رئيسة اللجنة إيلا بامفيلوفا قولها إن "في بعض الحالات، خصوصا في المرحلة الأخيرة حصلت انتهاكات جدية لقانون تعداد الأصوات".

وقالت رئيسة لجنة الانتخابات الإقليمية، تاتيانا غلادكيخ بحسب وسائل إعلام روسية، "استبعدت لجنة الانتخابات لإقليم بريمورسك بالكامل الثقة بنتائج التصويت وذلك على أساس الوثائق والمعلومات المتوفرة لديها ومع الأخذ بعين الاعتبار الطلبات الموجودة لدينا على خلفية المعلومات حول انتهاك القانون، بالإضافة إلى الحد الأدنى للفرق في عدد الأصوات التي أعطاها الناخبون لكلا المرشحين".

من جهته، أعلن المرشح عن الحزب الشيوعي، أندريه إيشينكو، نيته الطعن في المحكمة على قرار إعادة التصويت، فيما اتهم المرشح عن حزب "روسيا الموحدة"، أندريه تاراسينكو، منافسه بتزوير نتائج الانتخابات في وقت أعلنت فيه لجنة الانتخابات أن تاراسينكو حصل على 49.55% من أصوات الناخبين فيما حصل إيشينكو على 48.06% من الأصوات.

يذكر أن الموعد الجديد للانتخابات سيحدده المجلس التشريعي للإقليم، فيما يجب أن تتم هذه الانتخابات خلال الأشهر الـ3 المقبلة.

الفضيحة الانتخابية دفعت الكرملين للتعليق، حيث أوصى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بضرورة إلغاء نتائج الانتخابات المحلية في الاقليم، وذكّر أن الرئيس بوتين أكد مراراً أنه يثمن شرعية الانتخابات وشفافيتها ونزاهتها أكثر من فوز مرشح "مدعوم منه".

وجرت الجولة الثانية من الانتخابات لمنصب حاكم الإقليم الأحد الماضي، وفاز تاراسينكو الذي رشحه حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، على منافسه المرشح الشيوعي أندريه إيشينكو بفارق 1.5% بعد أن كان الأخير متقدماً بفارق 5% تقريبا لحظة الانتهاء من فرز نحو 95% من الأصوات.

هذا التقلب المفاجئ في النتائج أثار شكوكا واسعة في احتمال تزوير النتائج وأغضب أنصار إيشينكو، الذي أعلن الإضراب عن الطعام ورفع شكواه إلى لجنة الانتخابات الروسية.

وأعلن تاراسينكو أنه لن يشارك في الانتخابات الجديدة في حين عبر منافسه إيشينكو عن رفضه الدعوة لإعادة الانتخابات، مصرا على ضرورة الاعتراف بفوزه "المسروق"، لكنه أكد "استعداده لخوض سباق انتخابي جديد في حال تقرر تنظيمه".

وفي حالة إبطال الانتخابات، ينصّ القانون على تنظيم انتخابات جديدة في غضون 3 أشهر.

وقال العضو في مؤسسة غولوس الروسية المتخصصة في متابعة عمليات الاقتراع ستانيسفاف أندريتشوك،"سيكون أول إلغاء لنتائج انتخابات الحكام منذ 2005" أي منذ إصلاح آلية تعيين المسؤولين الإقليميين، بطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.