وكالات

توفي روح الله حسينيان، رئيس مركز وثائق الثورة الإسلامية في إيران، الثلاثاء، وهو من الشخصيات السياسية والأمنية المتشددة المقربة من المرشد الإيراني، وعضو سابق في البرلمان لدورتين، عرف بتصريح شهير له يتفاخر فيه بقتل المعارضين ولقبه "القاتل".

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن روح الله حسينيان، توفي بعد إصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز 65 عاما.



كما أصدر مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بيانا عزى فيه حسينيان الذي وصفه بـ"عالم الدين المناضل والثوري".

وكان روح الله حسينيان من رموز تيار "مدرسة حقاني" في الحوزة الدينية في قم، وقد عمل قاضياً قبل أن يصبح ناشطا سياسياً من مؤسسي "جبهة الصمود" الأصولية المتشددة ومقربا من قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

كما له مؤلفات تعتبر مراجع بالنسبة للمتشددين، مثل "أربعة عشر عاما من المنافسة الأيديولوجية الشيعية في إيران" و"أربعة عشر قرنا من الجهد الشيعي للتطور والبقاء" و"عشرون عاما من الإسلام الشيعي في إيران".

تصريح حسينيان الذي يتفاخر فيه بقتل المعارضين تصريح حسينيان الذي يتفاخر فيه بقتل المعارضين

وتقول وسائل إعلام إيرانية إنه تنقل في صفوف مختلف أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية منذ الثورة عام 1979 وكان له اسم مستعار هو خسرو خوبان.

فيما أشار المرجع الراحل حسين علي منتظري، خليفة الخميني المعزول، في مذكراته إلى حسينيان من ضمن المتشددين الذين هاجموا مكتبه عام 1991 بينما ربطه المؤرخ عبدالله شهبازي، بمافيا الحرس الثوري بقطاع النفط، لكن أشهر لقب ناله روح الله حسينيان خلال العقود الأربعة الماضية هو "القاتل"، ويعود ذلك إلى تصريح شهير له يتفاخر فيه بقتل المعارضين.

ويعود اللقب إلى عنوان لتصريحاته في الصفحة الأولى بصحيفة "صبح امروز" في صيف 1998 ضمن تقرير عن "عمليات القتل المتسلسلة للمثقفين" في التسعينيات، حيث نقلت الصحيفة عن روح الله حسينيان قوله: "لقد كنا قتلة ذات يوم".

واستخرجت هذه الجملة من حديث لحسينيان أمام طلاب "مدرسة حقاني"، دافع خلاله عن سعيد إمامي المتهم الرئيسي في جرائم القتل المتسلسلة ضد المثقفين، والذي يعد أحد أشهر القتلة في تاريخ وزارة الاستخبارات الإيرانية.

روح الله حسينيان بجانب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي روح الله حسينيان بجانب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

يذكر أن روح الله حسينيان كان من أنصار الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي في انتخابات عام 1997 لكن مع ظهور نتائج التحقيق حول "الاغتيالات المسلسلة للمثقفين"، أصبح مدافعا عن المتشددين.

وفي معرض دفاعه عن سعيد إمامي، نائب وزير الاستخبارات آنذاك، اتهم حسينيان عناصر الاستخبارات المقربين من خاتمي بـ "محاولة القضاء على العناصر المخلصة بوزارة الاستخبارات".

وكان "القاتل" من معارضي الاتفاق النووي، وقد هدد كلا من وزير الخارجية جواد ظريف وعلي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في عام 2015 بأنه "إذا لم ينجح الاتفاق سنقوم بدفنكما في مفاعل أراك ونسكب عليكما الإسمنت".

كما كان من أنصار محمود أحمدي نجاد خلال فترة رئاسته، وعين مستشارًا له، لكن بعد نشوب خلافات بصفوف الدائرة المقربة من أحمدي نجاد، نأى بنفسه عنه.

هذا ولم يقتصر تاريخ حسينيان الدموي بالدفاع عن اغتيال المثقفين بل أشاد بدور إبراهيم رئيسي، الرئيس الحالي للسلطة القضائية، في مجزرة الإعدامات الجماعية ضد السجناء السياسيين في صيف 1988.

كما أشار إلى القاضي سعيد مرتضوي الملقب بـ"جزار الصحافة والمعارضين" كرمز لـ"الثورة والمقاومة"، فيما هدد بإعدام قادة الحركة الخضراء عام 2009.

هذا وقام المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بتعيين روح الله حسينيان عام 1994 رئيسا لـ"مركز وثائق الثورة الإسلامية" مكافأة له على ولائه، حيث إنه معروف بتصريحاته النارية والمخلصة التي تدعو للولاء المطلق للولي الفقيه وقمع كل من يعارضه.

وبعد تعيينه رئيسًا للمركز، استحوذ حسينيان على ممتلكات عديدة مصادرة وبقي في هذا المنصب حتى وفاته، وهو مركز يضم مجموعة من المؤرخين الحكوميين الذين أصدروا كتبًا وملفات ضد معارضي المرشد الأعلى. كما كان مستشاراً في صناعة الأفلام والمسلسلات الحكومية التي تروي تاريخ الثورة بعيون النظام.