وكالات

شهدت حملة انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة في 3 نوفمبر المقبل، تراشقاً عنيفاً بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن، طاول الاقتصاد وفيروس "كورونا" المستجد، كما تخلّله تجريح شخصي.

جاء ذلك أثناء عطلة عيد العمال التي تشكّل تقليدياً، إشارة انطلاق غير رسمية لموسم حملة الخريف، إذ يُسرّع المرشحان نشاطاتهما من أجل السباق النهائي حتى يوم الاقتراع.



وتوجّه بايدن والسيناتور كامالا هاريس، التي اختارها لمنصب نائب الرئيس، إلى ولايتَي بنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحتين، فيما عقد ترمب مؤتمراً صحافياً مفاجئاً في البيت الأبيض، وزار نائبه مايك بنس ويسكونسن، الولاية التي فاز فيها الرئيس بفارق ضئيل في عام 2016.

وكان وضع الاقتصاد الأميركي والعمال من القضايا المهيمنة على عطلة عيد العمال، فيما ركّزت الحملتان أيضاً على الاحتجاجات التي عصفت بويسكونسن ومدن أخرى في الولايات المتحدة، بعدما أطلق شرطي أبيض النار على الأميركي من أصول إفريقية جيكوب بليك في مدينة كينوشا الشهر الماضي. والتقت هاريس عائلة بليك في ويسكونسن.

وفي مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، تفاقم التوتر- الاثنين- بعدما تجمّع المئات من مؤيّدي ترمب، بعضهم يحمل سلاحاً ويرتدي زياً عسكرياً، للمشاركة في مواكب سيّارة، علماً أن المدينة تشهد احتجاجات منذ أكثر من مئة يوم، أسفرت عن قتيلين.

والتقى بايدن قياديين نقابيين في بنسلفانيا، ثم عقد اجتماعاً مع قادة الاتحاد الأميركي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية. وقال خلال اللقاء إن ترمب "افتقر إلى جرأة التصدي لـ(كوفيد-19)"، وتابع: "ندرك أن أصدقاءه الأغنياء يعتبرونه رائعاً، لكن بقيّتنا لا تعتبره كذلك". وأضاف "إنه بصراحة غير أميركي تماماً"، مشيراً إلى واقع إهانة العسكريين وقدامى المحاربين المنسوبة إليه، والتي نفاها ترمب على الجانب الآخر.

أما ترمب فتطرّق مجدداً إلى إمكان التوصّل إلى لقاح لـ "كورونا"، ربما قبل الانتخابات، علماً أن ذلك أثار تساؤلات حول احتمال ممارسة ضغط سياسي لنشر لقاح، قبل أن يصبح آمناً.

واتهم الرئيس بايدن وهاريس بإقحام السياسة في ملف اللقاح، بعدما قالت الأخيرة إنها لن تثق بما يقوله ترمب بشأن مدى سلامة لقاح مشابه وفاعليته. كذلك اتهم بايدن ترمب بتعريض أرواحٍ لخطر، من خلال أسلوب تعامله مع الفيروس، وحضّ الأميركيين على الاهتمام بآراء العلماء.

وفي أقوى هجوم من جانبه، وصف الرئيس الجمهوري بايدن بأنه "غبي ويريد إلقاء بلادنا في أحضان الفيروس، وإلقاء عائلاتنا في أحضان غوغائية اليساريين، وإلقاء وظائفنا في أحضان الصين"، حسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وأضاف ترمب خلال مؤتمر صحافي لمناسبة عيد العمال الأميركي: "بايدن وزميلته الليبرالية جداً، الأكثر ليبرالية في الكونغرس، والتي ستدّمر هذا البلد وهذا الاقتصاد، يجب أن يعتذرا فوراً عن الخطاب الطائش المناهض للقاحات.. هذا تقويض لدور العلم"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وكرر ترمب نفيه تقريراً أوردته مجلة "ذي أتلانتيك"، اتهمه بإهانة العسكريين وقدامى المحاربين، ووصفه بأنه "خدعة". وتابع: "لا أقول إن (القيادة) العسكرية واقعة في حبّي، بل الجنود".

واتهم أبرز مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بالسعي إلى مواصلة شنّ حروب، من أجل إرضاء مؤسسات التصنيع العسكري. وأضاف: "أبرز مسؤولي البنتاغون ربما (لا يحبّونني)، لأنهم لا يريدون فعل أي شيء سوى خوض حروب، بحيث تبقى سعيدة، كل تلك الشركات الرائعة التي تصنع قنابل وطائرات وكل شيء آخر"، وفقاً لوكالة "أسوشيتيد برس".

وأثار ترمب مجدداً فكرة انفصال الاقتصاد الأميركي عن الصيني، علماً أن بايدن انتقد اتفاق المرحلة الأولى للتجارة الذي أبرمته إدارة الرئيس الجمهوري مع بكين، معتبراً أنه "غير قابل للتنفيذ" و"حافل بغموض وضعف وتعهدات أٌعيد تدويرها من الصين".

وقال ترمب، في إشارة إلى الصينيين: "إننا نخسر مليارات الدولارات، وإذا أوقفنا نشاطات الأعمال معهم لن نخسر تلك المليارات. إذا فاز بايدن، فستفوز الصين، لأنها ستملك هذا البلد".

وأضاف: "سنعيد الوظائف من الصين إلى الولايات المتحدة، ونفرض رسوماً جمركية على الشركات التي تهرب من أميركا لتخلق وظائف في الصين ودول أخرى. سنجعل من أميركا القوة العظمى للتصنيع في العالم، وننهي اعتمادنا على الصين إلى الأبد"، وفق "رويترز".