وليد صبري




* اتفاقيات السلام وتصفية سليماني وعقوبات إيران أبرز إنجازات ترامب


* الاقتصاد و"كورونا" والتفرقة العرقية ملفات شائكة أمام المرشحين

* 270.. الرقم الصعب في الصراع الشرس بين ترامب وبايدن

* 187 صوتاً من 13 ولاية تحسم الفائز في الاقتراع

* أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا تشعل الصراع الرئاسي

* 230 مليون أمريكي يحق لهم التصويت في الاقتراع

* أعلى مشاركة في استحقاق انتخابي منذ 100 عام

* الإقبال الكبير على التصويت المبكر يؤخر إعلان النتائج

* 95 مليون أمريكي صوتوا مبكراً في الانتخابات

* 38.1 % زيادة في التصويت المبكر عن "استحقاق 2016"

* 14 مليار دولار قيمة الإنفاق على الانتخابات الأمريكية

* 30 % زيادة بمعدل إنفاق المرشحين عن الانتخابات السابقة

يتوجه الأمريكيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الأمريكي، واختيار سيد البيت الأبيض الجديد، لـ 4 سنوات مقبلة، تنتهي بنهاية 2024، على وقع صراع محتدم، بين الرئيس الجمهوري الحالي، دونالد ترامب، ومنافسه وغريمه الديمقراطي، جو بايدن، في حين يتنافس على منصب نائب الرئيس، الجمهوري، مايك بنس، والديمقراطية، ماكالا هاريس، فيما تبدو ملفات الاقتصاد، وفيروس كورونا (كوفيد19)، والتفرقة العرقية، الأكثر تحدياً وحسماً لنتائج الاقتراع التاريخي، والتي قد تتأخر بسبب الإقبال الكبير وغير المسبوق، والذي لم يتكرر منذ نحو 100 عام، في حين، يحق لنحو 230 مليون أمريكي التصويت في الاستحقاق الرئاسي المرتقب.

وبجانب اختيار الرئيس الجديد لأمريكا، ونائب الرئيس، يصوت الناخبون أيضاً في انتخابات الكونغرس، بمجلسيه، الشيوخ والنواب، بالاضافة إلى التصويت لحكام الولايات والقضاة والعديد من عمليات الاقتراع المحلية على مستوى الولايات، لاختيار المسؤولين المحليين في المقاطعات، فضلاً عن الإجابة على أسئلة تتعلق باستفتاءات محلية في ورقة الاقتراع.

أرقام قياسية

شهدت الانتخابات الأمريكية هذا العام، تحطيماً للأرقام القياسية، بدءاً من أعداد المشاركين في التصويت المبكر، وصولاً إلى الإنفاق على الإعلانات السياسية.

وتوقع مراقبون ومحللون أن يشارك الأمريكيون بنسبة كبيرة وقياسية في استحقاق 2020، وما يعزز هذه النظرية هو تجاوز نسب التصويت المبكر الأرقام التي سجلت في الدورات السابقة، إذ فضل العديد من الناخبين ملء بطاقات الاقتراع التابعة لهم مسبقا لتجنب الوقوف في طوابير طويلة يوم الانتخابات، التي تجري في ظل تفشي فيروس كورونا، (كوفيد19).

وذكر المراقبون أن نسبة الإقبال على التصويت في الاستحقاق التاريخي قد تتجاوز بسهولة، حاجز 138 مليون صوت، التي نجحت انتخابات 2016 باستقطابها.

وفي هذا الصدد، قام أكثر من 90 مليون أمريكي بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية حتى السبت الماضي، بحسب إحصاء من مشروع الانتخابات الأمريكية في جامعة فلوريدا، مما يمهد الطريق لأعلى مشاركة منذ ما يربو على 100 عام.

وصوت عدد كبير عن طريق البريد أو في مواقع الاقتراع المبكر وسط مخاوف من التعرض للإصابة بفيروس كورونا في أماكن الاقتراع المزدحمة في يوم الانتخابات.

وأدلى نحو 95 مليون أمريكي بأصواتهم مبكراً، حيث تلقت كل ولاية تقريباً عدداً من الأصوات المبكرة أكثر مما تلقته في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه قبل 4 سنوات عندما أدلى 58.8 مليون شخص بأصواتهم في وقت مبكر أو بالبريد، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أي بنسبة زيادة بلغت 38.1 %.

وصوت نحو 19.9 مليون ديمقراطي، مقابل 13 مليون جمهوري، و10.1 مليون دون انتماء حزبي، في نحو 20 ولاية أمريكية، قدمت بيانات التسجيل المرتبطة بالأحزاب، فيما تؤكد التقارير أن بيانات من أجروا عمليات التصويت، لا تظهر ولا يتم الكشف عنها، ضماناً للسرية.

وتزيد الوتيرة التي حطمت الرقم القياسي، والتي بلغت 65 % من إجمالي المشاركة في عام 2016، من المنافسة الشرسة والصراع المحتدم والاهتمام الشديد بالتصويت، في أهم استحقاق انتخابي في تاريخ أمريكا.

وتفوق الديمقراطيون على الجمهوريين في التصويت المبكر، لاسيما بعد الانتقادات التي وجهها ترامب لهذا النظام حيث أعرب عن مخاوفه من أن النظام قد يكون عرضة لتزوير واسع النطاق.

وأشارت تقارير صحفية إلى أن ولايات مثل ميشيغان، وبنسلفانيا، وويسكونسن، والتي توصف بأنها ولايات متأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، لن تقوم بفرز الأوراق البريدية قبل يوم الانتخابات، ونتيجة لذلك، قد يستغرق الأمر أياماً لمعرفة الفائز في تلك الولايات.

إنفاق غير مسبوق

فيما يتعلق بالإنفاق على الانتخابات، فقد تم إجمالاً إنفاق أكثر من 14 مليار دولار، قبل يوم الاستحقاق، حيث تم تخصيص أكثر من 7 مليارات دولار لانتخابات الكونغرس، بمجلسيه، النواب، والشيوخ.

وبالنسبة للحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين، فقد أنفقا نحو 6.6 مليار دولار، بزيادة بلغت ملياري دولار، وبنسبة، 30 %، من الانتخابات السابقة التي جرت قبل 4 سنوات.

وكشف مركز "ريسبونسيف بوليتيكس" في دراسته عن الإنفاق على الانتخابات، أن المرشح الديمقراطي جو بايدن توفق على منافسه الجمهوري دونالد ترامب في عملية الإنفاق، لاسيما بعدما ركز في حملته على الإذاعات المختلفة في الولايات الرئيسية التي تشهد تنافساً محتدماً.

تصويت معقد

تشهد عملية انتخاب الرئيس الأمريكي، جانباً كبيراً من التعقيد، حيث لا يعتبر الفائز من يحصل على العدد الأكبر من أصوات الناخبين، إذ أنّ الرئيس الأمريكي لا ينتخب من الناخبين مباشرة، وإنما عبر آلية معقدة على الصعيد الوطني، وهي المجمع الانتخابي، إذ يصوت الأمريكيون في الواقع لـ 538 ناخباً يقومون هم بانتخاب الرئيس. ولذلك لابد للمرشح من الحصول على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، وهي النصف زائد واحد من المجمع الانتخابي، ولذلك يبقى الرقم 270، هو الرقم الصعب والحاسم في الاستحقاق الرئاسي.

ولايات الحسم

فعليا، هناك 13 ولاية، تشهد ساحة المنافسة القوية للانتخابات، ومن خلالها تأتي الأصوات الحاسمة للاقتراع، لأنها تحدد الفائز بنحو 187 صوتا، أي ما نسبته 69.2 % من الإجمالي الذي يتطلب الطريق إلى البيت الأبيض الفوز به وهو 270 صوتاً من أصل 538 صوتاً انتخابياً.

والولايات الـ 13، هي، فلوريدا، وجورجيا، وأيوا، ونورث كارولينا، وأوهايو، وتكساس، وأريزونا، وميشيغان، ونيفادا، وبنسلفانيا، وويسكونسن، ومين، ونبراسكا.

في الوقت ذاته، تمثل ولايات أوهايو "18 مندوبا"، وبنسلفانيا "20 مندوبا"، وفلوريدا "29 مندوبا"، أهمية كبرى في تحديد ساكن البيت الأبيض الجديد، حيث تتأرجح أصوات الناخبين بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلال عقود من الاستحقاقات الرئاسية. وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة قبل أيام من الانتخابات إلى تقدم طفيف لبايدن على حساب ترامب في تلك الولايات.

وقد صوتت الولايات الثلاث في انتخابات عامي 2008 و2012 لصالح الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، لكنها صوتت في انتخابات 2016 لصالح ترامب ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وفي أحدث استطلاعات الرأي، والذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، بالاشتراك مع كلية "سيينا كوليدج"، عشية الاستحقاق الرئاسي، أظهر بايدن تفوقاً ملحوظاً على منافسه الجمهوري ترامب، في 4 ولايات متأرجحة، هي فلوريدا، وأريزونا، وبنسلفانيا، وويسكونسن.

انتخابات الكونغرس

ومن المرتقب أن يصوت الأمريكيون في الانتخابات لاختيار أعضاء الكونغرس، بغرفتيه، الشيوخ والنواب، حيث يتصارع المتنافسون على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ، وكافة مقاعد مجلس النواب الـ 435.

ملفات شائكة

تبقى ملفات الاقتصاد، وجائحة كورونا (كوفيد19)، والسياسة الخارجية، والتفرقة العرقية، أبرز الملفات الشائكة التي تحسم السباق الانتخابي بين ترامب وبايدن، فيما يواجه الأول انتقادات حادة بشأن تعامله مع الجائحة، خاصة ما يتعلق باستراتيجية إدارته في عدم القدرة على السيطرة على الفيروس. وتبقى أبرز إنجازات ترامب في ملف السياسة الخارجية في التوسط ورعاية اتفاقيات السلام التي وقعت بين البحرين والإمارات وإسرائيل، إضافة إلى تصفية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ودحر تنظيم الدولة "داعش"، ومقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، ومحاولة خنق إيران وميليشياتها بالعقوبات، لاسيما "حزب الله" اللبناني، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.