دخلت القوات الأذربيجانية، الثلاثاء، إلى ثالث منطقة تخلت عنها أرمينيا بموجب اتفاق السلام الذي أنهى أسابيع من القتال على إقليم ناجورنو قره باغ.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الأذربيجانية، يظهر دبابة ترفع علم البلاد وهي تقود طابور شاحنات عسكرية ليلاً إلى بلدة لاتشين.

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن طابور الشاحنات الأذربيجانية، كان محاطاً بمركبات عسكرية تابعة لروسيا، التي توسطت في اتفاق السلام.



وبموجب الاتفاق الموقع في 9 نوفمبر، وافقت أرمينيا على تسليم أذربيجان 3 مناطق حول قره باغ، هي أغدام ولاتشين وكالباجار، كما تفقد السيطرة على 7 مقاطعات استولت عليها حول الإقليم في حرب التسعينيات.

وبموجب التسوية، انتشر حوالى 2000 جندي حفظ سلام روسي بين الجانبين، وعلى طول ممر لاتشين، وهو طريق بطول 60 كيلومتراً يربط عاصمة الإقليم ستيباناكيرت، بأرمينيا.

وخرج ناجورنو قره باغ عن سيطرة أذربيجان في حرب اندلعت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 وخلفت حوالى 30 ألف قتيل. وأعلن الإقليم استقلاله حينئذٍ، ما لم تعترف به أي دولة، حتى أرمينيا التي تدعم الانفصاليين الأرمن.

هجرة عكسية

وفيما يفر الأرمن من المناطق المتنازل عنها، يخطط العديد من الأذربيجانيين للعودة إلى هذه الأراضي، التي أجبروا على الفرار منها خلال حرب التسعينات.

وكما هو الحال في أغدام وكلباجار، أحرق بعض سكان لاتشين منازلهم قبل المغادرة.

ووفق المسؤول المحلي دافيت دافتيان، مُنح سكان البلدة مهلة حتى السادسة مساءً للمغادرة، باستثناء الذين سُمح لهم بالبقاء على طول الممر الممتد إلى حدود أرمينيا.

وقال دافتيان إنه سيُسمح لحوالى 200 شخص بالبقاء للحفاظ على البنية التحتية المحلية، مضيفاً أن "السكان الذين لم يتمكنوا من المغادرة لأنه لم يكن لديهم مكان يقصدونه، قالوا إنهم سيبقون ويرون ما سيحدث يوم الثلاثاء".

في غضون ذلك، عاد أرمن آخرون إلى قره باغ. وقالت وزارة الدفاع الروسية، التي تساعد في عمليات العودة، الاثنين، إن أكثر من 25 ألف شخص فروا من القتال، أعيدوا.

وشهد إقليم قره باغ 6 أسابيع من المعارك اندلعت أواخر سبتمبر، اجتاح خلالها الجيش الأذربيجاني المدعوم من تركيا، مناطق مهمة مثل بلدة شوشا، وهدد بالتقدم نحو ستيباناكيرت.

وأبلغت أرمينيا بسقوط أكثر من 2300 ضحية عسكرية، فيما لم تكشف أذربيجان عن أي خسائر عسكرية. وأفادت تقارير بمقتل أكثر من 100 مدني من الجانبين، فيما لا يزال جنود أرمنيون مفقودين.