قالت مصادر من حركة "طالبان" لشبكة "إن.بي.سي نيوز" الأميركية، الجمعة، إن مجموعة من مقاتلي الحركة تم استدعائهم من عطلتهم الشتوية، استعداداً للقتال، وسط مخاوف متزايدة من أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تسحب قواتها بحلول الموعد النهائي المتفق عليه في مايو المقبل.

وأضاف أحد قادة طالبان، لم تكشف الشبكة اسمه: "صدرت أوامر لكبار القادة بالعودة إلى مناصبهم وحضور الجلسات والمناقشات الخاصة لرسم استراتيجية مستقبلية"، مشيراً إلى وجود "عدد من القضايا التي يتعين على قيادة الحركة معالجتها، بما في ذلك جمود محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية والشكوك حول المستقبل التي أثارتها الإدارة الجديدة في واشنطن".

وتأتي هذه التصريحات، وسط تحذيرات متزايدة بشأن تصاعد العنف، قبل أشهر فقط من الموعد النهائي لسحب القوات من أفغانستان.



"حرب أهلية"

وحذر خبراء في تقرير صدر الأربعاء، من أن سحب القوات الأجنبية بشكل "غير مسؤول"، سيؤدي على الأرجح إلى "حرب أهلية جديدة" في أفغانستان وسيسمح للحركة بالعودة إلى الظهور بشكل أقوى بعد أن تتمتع بالسلطات.

وقال زعيم سياسي لـ"طالبان" مقيم في العاصمة القطرية الدوحة، لم يذكر اسمه، إن "خطة المجموعة كانت محاولة الاستيلاء على المقاطعات المهمة استراتيجياً، في حالة فشل المحادثات مع الحكومة الأفغانية".

بيان تحذيري

وكان ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم الحركة، قال في بيان صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لقد أثبت التاريخ أن الأمة الأفغانية المجاهدة يمكنها الدفاع ببسالة عن قيمها وأرضها ووطنها وحقوقها".

وكانت طالبان انتقدت واشنطن في وقت سابقة، متهمة إياها بانتهاك الاتفاق الموقع في فبراير 2020، عبر "قصفها مدنيين"، بعد وقت قصير من انتقاد واشنطن الحركة لعدم احترام التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق.

وقال محمد نعيم، أحد المتحدثين باسم طالبان لوكالة "فرانس برس"، إن الحركة عازمة على احترام اتفاق الدوحة الذي يمهّد لانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول مايو، وإنها "لم تنتهك إطلاقاً هذا الاتفاق".

على الجانب الآخر، قال فريق الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه "يراجع الوضع في أفغانستان وأشار إلى استعداده لتأجيل انسحاب القوات إذا لزم الأمر". ويوجد حالياً حوالي 2500 جندي أميركي في أفغانستان، وهو أدنى مستوى منذ العام 2001، إضافة إلى 7500 جندي أجنبي بقيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقُتل حوالي 2300 جندي أميركي في أفغانستان منذ عام 2001 بين العامين 2001 و2018، فيما قُتل حوالي 58 ألف عسكري وشرطي أفغاني في أعمال العنف، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة براون.