العربية

خلال اليومين الماضيين لم تهدأ تداعيات العاصفة التي أطلقها زعيم حزب الله حسن نصرالله، بعد تحديه الدولة اللبنانية، داعياً إلى استيراد البنزين من إيران.

وشن العديد من المغردين والناشطين على مواقع التواصل حملة تحت عنوان "مرشد لبنان" تيمنا بمرشد إيران، موجهين انتقادات جمة إلى نصرالله، الذي خاطر مرة جديدة بمصير بلاد على حافة الهاوية، ملوحاً باستعداده لإدخال بواخر إيران (المعاقبة دولياً) عنوة إلى مرفأ بيروت.

ففي وقت توجّه أصابع الاتّهام إلى حزب الله حليف إيران الأساسي، بتهريب المحروقات المدعومة من قبل الدولة اللبنانية إلى سوريا وهو ما يُسبّب نقصاً حاداً بهذه المادة الحيوية في السوق اللبنانية، أخرج نصرالله من جعبته عرضاً نفطياً يصوّر فيه البنزين الإيراني أنه طوق نجاة للبنانيين للخروج من الأزمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

غير أن هذا العرض تشوبه شوائب عديدة تبدأ بالعوائق القانونية، إذ لا يُمكن للبنان إجراء تبادل تجاري وإقامة تعاون اقتصادي من هذا النوع، في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران أميركياً ودولياً.

توريط لبنان!

وبحسب مصدر قانوني مطّلع تحدّث لـ"العربية.نت" فإن إعلان نصرالله يورّط الدولة اللبنانية بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران، ولا أعتقد أن لبنان يحتمل سيناريو كهذا".

ولفت إلى "أن الدولة اللبنانية فقط هي صاحبة الترخيص لأي عملية شراء لبواخر المحروقات"، سائلاً "من سيدفع ثمن هذه المحروقات؟ الدولة المُفلسة أم حزب الله صاحب المبادرة"؟

كما اعتبر المصدر "أن عرض نصرالله يؤكد أن الدولة اللبنانية فقدت كل مقوماتها السيادية وأن هناك فريقاً أقوى وأكثر تنظيماً منها، وهذا ينعكس سوءاً على عمل مجمل القطاعات".

طرح حزب الله خطير

من جهتها، أوضحت الخبيرة النفطية لوري هاتايان لـ"العربية.نت" "أن هناك كميات كبيرة من البنزين الإيراني مُخزّنة داخل ناقلات نفط في عرض البحر لم يتم بيعها بسبب العقوبات، وهذا قلل من جودتها وأثّر على تركيبتها الكيميائية بسبب تعرّضها للشمس، من هنا قد يكون عرض نصرالله للإتيان بهذا النوع من البنزين ذات الجودة السيّئة من أجل تسويقه في لبنان".

كما اعتبرت "أن هناك مخاطر سياسية على لبنان إذا تم الأخذ بطرح نصرالله التي وصفته بـ"الخطير جداً". فالقطاع الخاص في لبنان يستحوذ على 90% من سوق استيراد المشتقات النفطية والدولة على 10% من خلال شركة ZR ENERGY التي أدخلتها شريكاً في الاستيراد".

وتابعت متسائلة "كيف سيأتي نصرالله بالبنزين الإيراني إلى لبنان؟ عبر القطاع الخاص من خلال شركات تابعة له أم الدولة من خلال شركة ZR ENERGY؟ في كلتا الحالتين العقوبات الأميركية ستكون بالمرصاد".

النموذج الفنزويلي

إلى ذلك، لفتت هاتايان إلى "أن نصرالله يريد استنساخ النموذج الفنزويلي مع إيران، حيث كانت ناقلات النفط الإيرانية تتوجّه مباشرةً إلى فنزويلا من دون عوائق وتبيع حمولتها هناك".

أما سياسياً، فتساءل النائب في كتلة "القوات اللبنانية" زياد حواط "متى أخذ رأي الدولة بكل ما يقوم به؟ هل سأل اللبنانيين قبل أن يذهب إلى سوريا أو العراق واليمن ويقاتل إلى جانب حلفاء إيران"؟

تهريب منظّم برعاية حزب الله

كما أشار في حديث للعربية.نت إلى "أن إيران تُعاني من تداعيات الحصار الاقتصادي المفروض عليها، فكيف ستمدّنا بالنفط"؟ متّهماً حزب الله وحليفه رئيس الجمهورية ميشال عون و"التيار الوطني الحرّ" الذي يرأسه صهره النائب جبران باسيل بأخذ لبنان إلى جهنم ومعاداة أصدقائه العرب لمصلحة إيران".

غير أن المُضحك بحديث نصرالله كما يقول النائب إشارته إلى "أن في لبنان محتكرين يسرحون ويمرحون ومعروفون، لكنهم يحظون بالغطاء السياسي"، متسائلا "أليس هؤلاء من يحظون بتغطية حزب الله"؟

إلى ذلك، أضاف قائلا "التهريب في لبنان مُنظّم ومُمنهج وقوى عديدة على رأسها حزب الله متورّطة به، والشيخ صادق النابلسي المقرّب من "حزب الله" سبق وأكد "أن التهريب جزء لا يتجزأ من عملية المقاومة والدفاع عن مصالح اللبنانيين، وأن من يحاربه يُحارب حزب الله".