كشف تحقيق صحفي ألماني، الأحد، استهداف حركة طالبان لمنتسبي النظام الأفغاني السابق بـ"رسائل تهديد"، و"قوائم موت".

صحيفة"بيلد" الألمانية، التي كانت تمتلك حتى أيام مضت مراسلين في الأراضي الأفغانية، قالت إن عناصر حركة طالبان يجوبون شوارع المدن والقرى ويقيمون نظام صارم، ويضعون "قوائم الموت".



وتابعت الصحيفة، أنه :"ليس فقط معارضو طالبان مهددين، بل كل من يعيش أسلوب حياة مختلف".

وأوضحت، نقلا عن مصادر لم تسمها، قولها إنه "يتم في الوقت الحالي، استهداف كبار المسؤولين السابقين وموظفي الخدمة السرية في النظام الأفغاني السابق"، مضيفة "ترسل طالبان رسائل تهديد إلي منتسبي النظام السابق وتخيرهم بين الاستسلام والانضمام إلى عناصرها أو الموت".

وتحدث أحد أفراد عائلة عميل سابق في الخدمة السرية للحكومة الأفغانية لـ"بيلد" حول رسائل التهديد، وقال إن:"عمل والدي أحمد "ذكر اسمه الأول فقط"، لدى السلطات الأفغانية لمدة 20 عامًا تقريبًا، وآخر ثمانية أعوام كان ضمن جهاز الخدمة السرية "الاستخبارات".

وتابع:"جاء عناصر طالبان إلى عنوانه القديم قبل ثلاثة أيام، لكن لم يعثروا عليه، لذلك تركوا رسالة".

وجاء في الرسالة "لقد حاربتنا لسنوات، الآن الإمارات الإسلامية هي الحاكم وسنقوم بتنفيذ القانون ضدكم.. من الأفضل لك أن تستسلم"، وفق الصحيفة الألمانية.

وقال نجل العميل السابق "أبي وأمي وأخوتي الثلاثة مختبئون في كابول.. أنا مرعوب على عائلتي ولم أستطع النوم لأيام".

وأضاف: "لن يهدأ الطالبان بالراحة حتى يجدوا والدي، وإذا لم يتعاون معهم، فسوف يقضون على عائلتنا".

وتابع: "قالي أبي لي في آخر مكالمة بيينا: لا أعرف ماذا أفعل. سيقتلني عناصر طالبان، من فضلك اعتني بإخوتك إذا حدث لي شيء ما".

ومضى الشاب قائلا:"منذ ذلك الحين أنا في حالة رعب، وأدعو الله ألا يقع والدي في أيدي طالبان".

فيما نقلت الصحيفة ذاتها عن المراسل السابق في كابول، فرود بتسان، قوله: "عدد كبير من الصحفيين الأفغان يختبئون حاليا في مناطق آمنة في كابول"، مضيفا "كل هؤلاء معروفين بكتاباتهم المعارضة لطالبان".

وأضاف "طالبان أرسلت لهم تهديدات بالفعل".

وسيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول يوم الأحد الماضي، بعد عملية عسكرية خاطفة استمرت 11 يوما ومنحتها سيطرة على الأغلبية العظمى من مدن البلاد.

وبعد أيام على فرض طالبان سيطرتها من جديد، يبدو أنّ المستقبل السياسي لأفغانستان لا يثير قلق الأسرة الدولية بالقدر الذي تثيره حملات الإجلاء الفوضوية.