رويترز

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان "لم يحقق سوى المآسي، وخسائر في الأرواح لجميع الأطراف"، لافتاً إلى أنه "من المستحيل فرض القيم الأجنبية بالقوة على دول أخرى".



ووصف بوتين، في حديثه لفتية في سن المراهقة في منشأة تعليمية في أقصى شرق روسيا، النهج الأميركي تجاه أفغانستان بـ"الفاشل تماماً"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وأضاف: "القوات الأميركية كانت موجودة على الأرض لمدة 20 عاماً، وحاولت خلالها إضفاء المدنية والتحضر على الشعب هناك، وغرس أعرافها ومعاييرها للحياة بكل ما تعنيه الكلمة بما في ذلك التنظيم السياسي للمجتمع".

ولكنّه رأى أن "النتيجة لم تكن سوى المآسي والخسائر في الأرواح.. النتيجة هي صفر، إن لم تكن أقل منه، إن صح التعبير"، بحسب ما أوردت وكالة "تاس" الروسية.

قلق روسي

ويمثل الخروج الأميركي من أفغانستان مبعث قلق لروسيا، التي تعتبر دول آسيا الوسطى، التي كانت من قبل ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، جزءاً من جناحها الدفاعي الجنوبي وتخشى من انتشار التطرف فيها.

وتحتفظ موسكو بقواعد عسكرية، في العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة بآسيا الوسطى والتي لديها حدود مشتركة مع أفغانستان.

وعززت موسكو قاعدتها العسكرية في طاجيكستان المجاورة لأفغانستان، وتجري قواتها تدريبات عسكرية تستمر شهراً قرب الحدود.

بوتين يحذر من "مقاتلين متخفين"

وفيما عبرت موسكو عن تفاؤل حذر إزاء القيادة الجديدة في أفغانستان، حذّر بوتين الأسبوع الماضي، من احتمال تسلل "مقاتلين متخفين"، إلى روسيا تحت غطاء لاجئين.

وشجع بوتين نظراءه في آسيا الوسطى على إغلاق أبوابهم أمام اللاجئين، ورفض الطلبات التي "صاغتها" واشنطن، على حد تعبيره.

وانتقد تدخل قوى خارجية في الشؤون الداخلية لأفغانستان، وقال إن موسكو "تعلمت دروساً" من الغزو السوفيتي الذي استمر عقداً لهذا البلد، حسب وكالة "فرانس برس".

تكتل أمني

والثلاثاء، أكدت "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي تقودها روسيا، أنها لا تخطط لنشر قواتها في أفغانستان، على خلفية انتهاء انسحاب القوات الأميركية.

ويأتي موقف "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، وهي تحالف يضم 6 دول سوفياتية سابقة، في وقت أنهت الولايات المتحدة وحلفاؤها في "الناتو" سحب آخر قواتها من أفغانستان الثلاثاء.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن الأمين العام للمنظمة، الجنرال ستانيسلاف زاس، قوله الثلاثاء، إن "المنظمة لها طابع دفاعي خالص"، مشيراً إلى أنها تستطيع نشر قواتها القتالية في "المناطق الخاضعة لمسؤوليتها فقط".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، السبت، إن بلاده تعمل بشكل أوثق مع الأعضاء في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" لمواجهة الخطر الأمني في المنطقة، بعدما أثار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان مخاطر أمنية.

وسيطرت طالبان على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس الجاري، بعد شروع القوات الأميركية في الانسحاب من أفغانستان، دون مقاومة تقريباً من القوات الحكومية الأفغانية.