أصبح سراج الدين حقاني وزير الداخلية في الحكومة الجديدة، أكثر أعضاء التشكيلة إثارة للجدل، لوجوده على قوائم المطلوبين الأمريكية.

وقفز القيادي الشاب مبكرا إلى الصفوف الأمامية في قيادات طالبان، بفضل جهود شبكة حقاني التي أسسها والده جلال الدين حقاني، وأصبحت في السنوات الأخيرة عصب القوة القتالية للحركة في أفغانستان.





ورغم حداثة سنه نسبيا، قياسا على باقي قيادات الصف الأول في طالبان، استطاع حقاني الابن أن يترقى سريعا في هيكل الحركة، فهو مستشار الزعيم هبة الله أخونزادة، ويدير شبكة مقاتلين أسهمت في إسقاط حكومة أشرف غني، ودخلت كابول دون قتال.

وعلى مدى السنوات الماضية، ظلت الشبكة قوة طالبان الضاربة منذ انضمت إليها عام 1995، ضد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والحكومة الأفغانية، وكان مؤسسها جلال الدين حقاني، أبرز المقاتلين ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان.

فمن هو سراج الدين حقاني؟

لا يعرف على وجه الدقة تاريخ ميلاد حقاني، لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى أنه ولد بين 1973، و1980، في المناطق الأفغانية الواقعة على الحدود مع باكستان.

تربى سراج الدين في حضن والده المقاتل الشرس المناهض للحكومات في أفغانستان وباكستان؛ حيث أمضى طفولته في ميرامشاه شمال وزيرستان.

تلقى الشاب البشتوني الذي يتقن العربية أيضا، دروسه الأولية في مدرسة دار العلوم، التابعة لشبكة والده، ومنها تخرج ليصبح أحد أعضاء مجموعة حقاني، في وقت مبكر من عمره.

كافأت طالبان والد سراج الدين بمنصب في الحكومة، أثناء حكمها من 1996 إلى 2001، ثم أقعد المرض مؤسس الشبكة، وتوالت شائعات وفاته، ليبدأ نفوذ الابن، الذي أصبح القائد الفعلي للشبكة.

وفي هذه الأثناء لمع اسم سراج الدين، واتهمت الشبكة بعمليات في العاصمة الأفغانية كابول، وبارتباط وطيد مع تنظيم القاعدة الإرهابي، بزعامة أسامة بن لادن.



على قوائم الإرهاب

العلاقة المزعومة للشبكة بالقاعدة أدت بالولايات المتحدة إلى إدراج شبكة حقاني على قائمة عقوباتها، ورصدت ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال سراج الدين لاتهامه بارتكاب عمليات إرهابية..

ولا تزال على موقع مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي مواصفات سراج الدين حقاني، وتفاصيل العمليات المطلوب بشأنها وهي مقتل 6 أشخاص بينهم مواطن أمريكي في هجوم على فندق بكابول عام 2008، ومحاولة اغتيال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي في العام نفسه.



وفي عام 2013، أحبطت الحكومة الأفغانية عملية لشبكة حقاني، بعد توقيف شاحنة تحمل أطنانا من المتفجرات، فيما أدى تفجير شاحنة أخرى إلى سقوط 150 قتيلا في كابول عام 2017، لكن سراج الدين نفى ارتكاب هذه العملية الإرهابية.

ترسخت علاقات شبكة حقاني مع طالبان، وأصبح لها وزن كبير في شرق أفغانستان، فعين سراج الدين نائبا لزعيم الحركة عام 2015.

عام 2018، أعلنت حركة طالبان وفاة جلال الدين حقاني، ليتولى سراج الدين قيادة الشبكة رسميا، بعد أن كان قائدها الفعلي مع مرض والده، وتقدمه في السن.

مرحلة التفاوض

في الأعوام الأخيرة، نحا سراج الدين حقاني منحى التفاوض مع الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة، على غرار توجه انتهجه قادة طالبان بعد سنوات من المواجهة العسكرية مع واشنطن وحلفائها، وحكومة كابول.



وعبر التفاوض نجح سراج الدين في إخراج شقيقه أنس حقاني من سجن في قاعدة باجرام الأفغانية، عام 2019، بعد 5 سنوات من الاعتقال، في صفقة تبادل كانت منطلق محادثات السلام مع الولايات المتحدة.

ونشر حقاني نفسه مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية العام الماضي، بعنوان "ماذا تريد طالبان؟"، شجب فيه جرائم القتل والتشويه، ومدح طريق التفاوض مع الولايات المتحدة، وعدم استبعاد فرصة للسلام.

في منتصف الشهر الماضي وبعد سيطرة طالبان على كابول، كان سراج الدين حقاني، في مقدمة من وصلوا العاصمة الأفغانية من قادة الحركة، ثم ظهر لاحقا يقود التشاور مع حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية عبدالله عبدالله.