على مدى عقدين من الزمن، شهدت الجماعات الإرهابية تطورا في أساليب تنفيذ أجنداتها التخريبية، مستفيدة من ثلاثة عوامل تدميرية.

وبحسب تقرير لموقع "بريكنج ديفنس" الأمريكي فإن الجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة ودول أخرى "إرهابية" أصبحت أكثر انتشارا وذكاء من الناحية التكنولوجية، وأفضل تسليحا منذ بداية الحرب على الإرهاب منذ 20 عامًا.



من القاعدة إلى حزب الله

وذكر الموقع الأمريكي أن هذا التحول لم يقتصر على القدرات العسكرية بالنسبة لبعضها، بل أيضا على طبيعتها من جهات فاعلة داخل دول بعينها، إلى جهات توجهها دول أخرى، كما هو الحال مع حزب الله الإرهابي وإيران.

وعندما شنت الولايات المتحدة الحرب العالمية على الإرهاب مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، كان التركيز على تنظيم القاعدة، كجماعة إرهابية صغيرة، يقودها أسامة بن لادن، وتتخذ من أفغانستان مقرا لها، مع تواجد بعض الخلايا في الدول المجاورة.

لكن وسعت الولايات المتحدة آفاق مكافحتها للإرهاب لتتضمن لاعبا رئيسي آخر في الإرهاب الدولي، وهو جماعة حزب الله في لبنان، والتي تدعمها إيران، وحينها، كانت كلا الجماعتين مزودتين بأسلحة الحقبة السوفيتية المخصصة لحرب العصابات.

لكن خلال العقدين الماضيين، استخدمت الجماعات المنشقة عن القاعدة، مثل تنظيم داعش، الطائرات المسيرة، والاتصالات المشفرة، وحتى الشبكات الاجتماعية في التجنيد، والتخطيط، والقتال ضد أقوى جيوش العالم.

وفي غضون ذلك، تم تزويد حزب الله بأفضل الأسلحة، بعضها صناعة أمريكية، مثل: مدرعات M113، وبنادق M4.

وقال خبراء لـ"بريكنج ديفنس" إن ثلاثة عوامل دفعت لتطور الجماعات الإرهابية منذ 11 سبتمبر، هي: سهولة الوصول إلى التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، والشراكات مع الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتحول تركيز بعض الجماعات من تقويض الدولة إلى محاولة أن تصبح هي الدولة.

استغلال التكنولوجيا

الموقع الأمريكي أشار إلى أن التكنولوجيا تطورت أيضًا بالتوازي مع الحرب على الإرهاب، وفي حين أفادت وكالات إنفاذ القانون في العالم، ساعدت أيضًا جماعات المتمردين والإرهابيين حول العالم.

وقال ديفيد دي روش، من مركز آسيا للدراسات الإستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن: "إن الطائرات المسيرة التجارية والتصوير بالأقمار الصناعية سمح للجماعات التي لديها الحد الأدنى من الخبرة بمراقبة ومهاجمة المنشآت الآمنة، إذ يتيح الإنترنت للجماعات الصغيرة إرسال الأوامر حول العالم فورًا وبتكلفة ضئيلة".

وبالرغم من أن كثيرا من التكنولوجيا الجديدة يسهل وصول الجماعات الإرهابية إليه، إلا أن التقنيات والأسلحة الأكثر تطورا وفتكا يمكن أن تصل إليها الدول فقط، وفي هذه الحالة إيران، مما يعني بالتبعية حزب الله وآخرين مثل جماعة الحوثي باليمن.

وأقر كثير من الباحثين بتزايد التعاون بين الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة بعدة مناطق، نتيجة لنجاح الولايات المتحدة وحلفائها في تضييق الخناق على شبكات التمويل التقليدية للإرهابيين.

وعلى سبيل المثال، نجح داعش في تأسيس "خلافته" لفترة وجيزة في العراق وسوريا، قبل إلحاق الهزيمة به، أما المثال الأكثر تعقيدا، فهو حزب الله، الذي كان كيانا سياسيا داخل لبنان منذ عقود.

ومع ذلك، يبدو أن هناك خلافات بين واشنطن وبعض من حلفائها في أوروبا وآسيا، بشأن أي الجماعات التي يجب تصنيفها إرهابية وكيفة التعامل معها.