أ ف ب


قُتل أربعة جنود باكستانيين في اشتباك مع عناصر من حركة طالبان المحلية في شمال غرب البلاد، حسبما أعلن الجيش الجمعة، في حصيلة قتلى هي الأعلى منذ انتهاء الهدنة في مطلع الشهر.

وحصل ”إطلاق نار متبادل كثيف“ خلال عملية دهم مخابئ لمسلّحين في مير علي في منطقة شمال وزيرستان، اعتُقل خلالها ”إرهابي“ بحوزته ”أسلحة وذخائر“، بحسب بيان صدر عن الجيش.

ويأتي الاشتباك بعد فشل وقف إطلاق النار الذي استمرّ شهرًا بين حركة طالبان باكستان والحكومة، بعد أن اتهمت الجماعة المتشددة السلطات الباكستانية بانتهاك شروط الهدنة.


وأغرقت طالبان باكستان، وهي حركة منفصلة عن القادة الجدد في أفغانستان ولكن بينهما تاريخا مشتركا، في نزاع دام منذ تشكلها عام 2007.

وأشارت الجماعة المتشددة في بيان إلى أنها قتلت سبعة جنود خلال ردّها على الاعتداء الذي استهدف أحد ”مراكزها“، من دون وقوع إصابات في صفوفها.

وبحسب الجيش، قُتل مسلّحان ”متورّطان في عمليات اغتيال وخطف وأنشطة إرهابية استهدفت قوات الأمن“ في المنطقة المجاورة خلال عملية ثانية لم تعلّق حركة طالبان باكستان عليها.

ولطالما كانت المنطقة غير المستقرة على الحدود مع أفغانستان، معقلًا للجماعات الإسلامية مثل حركة طالبان باكستان التي تتهمها الحكومات الباكستانية المتعاقبة بنحو 70 ألف جريمة قتل.

وأبرز هذه الهجمات مجزرة ارتكبتها طالبان باكستان في بيشاور وراح ضحيتها نحو 150 تلميذا، وهي من الفظائع التي لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية للباكستانيين.

وأدى ذلك إلى شن الجيش حملة عسكرية عام 2014، لسحق الحركة أجبرت مقاتليها على الهروب والاختباء في أفغانستان.

وتحاول باكستان الآن منع عودة طالبان باكستان بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.

وتأسست ”طالبان باكستان“ على أيدي جهاديين باكستانيين ينتمون إلى تنظيم القاعدة كانوا قد قاتلوا بصفوف طالبان في أفغانستان خلال التسعينيات، قبل أن يعترضوا على الدعم الذي قدّمته إسلام أباد للأمريكيين بعد غزوهم أفغانستان عام 2001.

ينتمي أعضاؤها بشكل أساسي لأثنية البشتون على غرار عناصر طالبان الأفغانيين الذين لطالما دعمتهم باكستان بشكل سرّيّ لتحافظ على نفوذها في أفغانستان وتضع حدًا لتأثير عدوّتها الهند.

ونشأت حركة طالبان باكستان في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان، وقتلت في أقلّ من عقد، عشرات آلاف الباكستانيين من مدنيين وعناصر قوات الأمن.