منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أعلن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف وقوفه إلى جانب القوات الروسية، وأكد الرجل أنه داخل الأراضي الأوكرانية، حتى أنه نشر مقطع فيديو له جالساً على طاولة مع جنود داخل غرفة عمليات قرب العاصمة كييف.

لكن وفقا لصحيفة الغارديان، صدم الرجل العسكري الذي شارك في دمار مدن أوكرانية وظهر رجاله بين القوات التي تفرض حصاراً وحشياً على مدينة ماريوبول، بمقاومة أوكرانية غير متوقعة، وتكبد خسائر فادحة في صفوف قواته، حيث قتل العشرات، إن لم يكن المئات، خاصة بعد هجوم في قاعدة هوستوميل الجوية.

ووفق صور وبيانات، ظهر معظم القوات الشيشانية على بعد 20 كيلومتراً على الأقل من خط المواجهة، والشيء الوحيد الذي يقومون به هو تسجيل مقاطع فيديو لتحفيز الناس داخل الشيشان وتعزيز الصورة المحاربة لقديروف وقواته.



كذلك، أفادت المخابرات الغربية بأن قديروف جند فرق نخبة من الشيشان لتنفيذ اغتيالات بحق قادة أوكرانيين في الساعات الـ48 من الغزو، إلا أنه فشل.

وعليه، يواجه قديروف الذي يدير الشيشان كاقطاعية شخصية من خلال ممارسة سياسة التخويف والعنف، انسحاباً مبكراً لعناصر غير مستعدين للتضحية بأنفسهم وخسارة حياتهم.

وتضيف «الغارديان» أن فكرة مشاركة قديروف الحرب إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت بغية تعزيز سلطته وشخصيته أولاً وإثبات ولائه لبوتين ثانياً.

أما بالنسبة للرئيس الروسي، فيقدم الزعيم الشيشاني مقاتلين متمرسين تم شحذهم في حروب استنزاف شرسة ضد التمرد، وفي قتال من شارع إلى شارع، تمزق بالفعل العديد من المدن الأوكرانية، وبالتالي فإن سمعتهم بالوحشية هي سلاح في حد ذاته.

كما أن لدى قديروف سببا آخر للقتال، إذ يصطف إلى جانب القوات الأوكرانية لواءان يضمان أعضاء من الشتات الشيشاني الذين يكرهونه ويريدون الإطاحة به. لذا هو بحاجة لإظهار قوته للأعداء في الداخل والخارج، ودعم حكمه الوحشي.