أنشأت جامعة الدول العربية عام 1951 مكتباً لمقاطعة إسرائيل، يضطلع بمهمة وضع اللائحة السوداء للشركات الإسرائيلية لمقاطعتها، إذ تنشر اللائحة بمعدل مرتين في السنة، تضم اللائحة أيضاً أسماء الشركات التابعة لدول أخرى تُجري مبادلاتها التجارية مع إسرائيل، باعتبارها مقاطعة غير مباشرة وأسلوب ضغط على التعامل معها، تشمل المقاطعة التي تحددها اللائحة كذلك الأفراد الداعمين للعدو الصهيوني. ومن الجدير القول ان المقاطعة قد أثمرت عن عزلة مريرة للصهاينة.

قبل فترة وجيزة ثمة خبر صادم مفاده أن ملكة جمال العراق سارة عيدان تزور إسرائيل وتلتقي بنظيرتها الإسرائيلية، ثم أرادت أن تصنع حولها هالة من الاهتمام والمتابعة، وأن تضع لنفسها حجماً فأعلنت أنها اضطرت للطلب من عائلتها الفرار من العراق بعدما تم تداول صورها على وسائل التواصل الاجتماعي -وخصوصاً الانستغرام- مع المتسابقة الإسرائيلية ادار غاندلمان في العام الماضي.

وكم هو مؤلم عندما ترى من الخليجيين من يتبجح بالسياحة في إسرائيل، الأمر الذي أكدته قناة إسرائيلية مشيرةً إلى أن خليجيين يفضلون تل أبيب على لندن ويصطافون فيها سراً، وأن بعضهم وصل إليها من أجل التسوق، بل وأن أعداد السياح من تلك الدول آخذة في التضاعف..!! أما المفارقة الكبرى فهي كامنة في السياحة الدينية عبر قبرص أو بالحافلات من الأردن بدعوى زيارة فلسطين والتوجه إلى القدس الشرقية لأداء الصلاة في الحرم القدسي الشريف، لينقضي ذلك كله عند هوس التسوق أو سفاهته بالتسوق في رام الله..!!

الأمر لم يكن مجرد حالة استثنائية وحسب، بل أصبح مؤشراً إيجابياً بالنسبة لإسرائيل في كسب مزيد من الخليجيين، كان ذلك من خلال التقاط إسرائيل لخيط السياحة وما يرافقها من حجج بائسة، وقد كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن وزير السياحة الإسرائيلي يريف ليفين، يعكف على وضع خطة هدفها تشجيع «السياحة الطبية» بين إسرائيل ودول الخليج، ولا يخفى كيف أن إسرائيل سعت للاستفادة من الأزمة الخليجية الراهنة مع قطر، فالأزمة شكلت عوامل هامة ساهمت في تسخين العلاقات بين إسرائيل وبعض الخليجيين، ومن أجل هذا أجرى وزير السياحة في بولندا اتصالات مع جهات رفيعة المستوى في البيت الأبيض، لطلب التوسط بين وزارة السياحة وبين عدد من دول الخليج. هكذا..!!

* اختلاج النبض:

إذا كانت السياحة دينية فمكة والمدينة المنورة أولى، وإن كانت للإثارة والآثار ففي مصر من المشوقات الكثير، أما إن كانت للتسوق فالعالم يتسوق في دبي، أما حجة العلاج فمرفوضة حيث إن قوانين العلاج في الخارج التي تضعها بعض الدول تحدد أمريكا وفرنسا وبريطانيا ولن تشمل إسرائيل.. لا يبقى إلا الشذوذ عن قاعدة الالتزام بمقاطعة العدو الصهيوني..!! فأين مكتب المقاطعة عنهم؟!!