أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، تدعم كل الجهود الدولية لنشر ثقافة السلام كحاجة ماسة إلى البشرية في التوصل إلى القيم الحضارية، وأصبحت اليوم رمزاً لقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح الذي يستوعب الجميع.

وبرعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وفي مقر الأمم المتحدة بفيينا اطلق اتحاد السلام والمحبة العالمي "فوبال" وبالتعاون مع البعثة الدائمة لمملكة البحرين بفيينا "اليوم الدولي للضمير"، في احتفالية حضرها حشد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والثقافية في فيينا، ومجموعة كبيرة من السفراء والمندوبين الدائمين وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي العربي والدولي المعتمدين في فيينا، وممثلي المنظمات الدولية، الحكومية وغير الحكومية، ورجال المال والأعمال.

وفي رسالة وجهها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بهذه المناسبة، شدد سموه على أهمية التمسك بالطرق السلمية في حل المشكلات والنزاعات الدولية، بما يضمن ازالة أسباب التوتر التي تعيق جهود التنمية في العالم، وأن يعمل المجتمع الدولي وفق سياسات متكاملة وأكثر إنجازاً في مواجهة ما تعانيه بعض دول العالم من مشكلات، وفي مقدمتها الفقر والعوز والمرض.



وقال سموه: "إن الضمير العالمي يجب أن يكون أكثر إيجابية وتحركاً في مواجهة كل الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار العالمي، وأن تركز منظومة العمل الجماعي على إرساء أسس السلام الذي يوفر للدول الأجواء التي تمكنها من استكمال مسيرتها على صعيد التنمية لصالح شعوبها".

وأضاف سموه: "أن عالم اليوم يواجه أحداثاً ومتغيرات متلاحقة وضعته أمام الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإننا في مملكة البحرين حريصون كل الحرص مع دول العالم في إطار المنظومة الدولية على تكريس الجهود من أجل الأمن والسلام والاستقرار والرخاء الاقتصادي في جميع مناطق العالم وبلدانه".

ونوه سموه في الرسالة التي ألقاها د.يوسف بوجيري المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بجنيف، بأهمية المبادرة إلى إطلاق "اليوم العالمي للضمير" كحدث عالمي يستحق الإشادة والتقدير.

وأكد سموه أن هذا اليوم يعد مناسبة للتأكيد على ضرورة أن تتحد إرادة المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة التي يعيشها ملايين البشر في العديد من مناطق العالم، وأن تتواصل الجهود لصيانة الحق في الحياة الآمنة والمستقرة، واستدامة التنمية التي تعزز من رفاه الإنسان.

وقال سموه: "إن هذا يعكس وجود إرادة قوية لدى شعوب العالم بأن يكون الضمير العالمي أحد المرتكزات الأساسية التي يتم على أساسها دفع مسيرة العمل الجماعي الدولي من أجل عالم أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً".

وأضاف سموه أن الضمير العالمي مساءل اليوم، عن مدى الجدية في التعامل مع الأوضاع المأساوية التي تعيشها العديد من الشعوب جراء الصراعات ونقص الغذاء والجفاف والأوبئة، وعن الاجراءات التي تتخذ لحماية الفئات الأكثر ضعفاً، لاسيما الأطفال والنساء والمسنين الذين يواجهون الأخطار جراء الفوضى التي باتت مشهداً ثابتاً في العديد من البلدان، وجميعها تنطوي على معاناة للبشر ويجب أن تؤرق الضمير الإنساني لكي يعمل على إنهائها.

وقال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء: "إننا نؤمن بأهمية تحرك المجتمع الدولي من أجل وضع رؤية شاملة لمعالجة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، فالنهوض بأوضاع الانسانية يبدأ بإحلال السلام، وتوفير مسببات الأمن والاستقرار لكل الدول، وعلينا كمجتمع دولي أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض للعيش في السلام والأمان الذي ننشده".

وشدد سموه على أن التحديات التي تواجهها البشرية تفرض ضرورة أن يكون هناك تغييراً مستمراً في الرؤى والاستراتيجيات من خلال الأمم المتحدة للوصول إلى عالم ينعم بالاستقرار والتنمية، فالتنمية والتطور هما طريقان مفتوحان أمام الجميع متى ما انطفئت بؤر التوتر والنزاعات التي أنهكت العديد من الأمم والشعوب.

وحث سموه، الأسرة الدولية عى العمل من أجل إشاعة روح المحبة والتعايش والبناء على نقاط التلاقي بين الحضارات كوسيلة هامة لإنهاء والقضاء على كافة أشكال التعصب والعنف والإرهاب التي تهدد حاضر ومستقبل العالم.

وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، بالجهود التي يقوم بها اتحاد السلام والحب العالمي في بناء إرادة دولية مشتركة غايتها تعزيز ثقافة السلام والحب عبر العديد من المبادرات والأفكار غير التقليدية التي تسعى إلى تحقيق الخير للإنسانية.

وحيا سموه المشاركين في هذه الاحتفالية الهامة، التي تشهد انطلاق أول مبادرة للتعاون العالمي لتعزيز ثقافة السلام والحب والضمير، متمنياً لهم سموه التوفيق في تحقيق أهدافهم الإنسانية النبيلة.

من ناحيته، أكد بوجيري، أن رسالة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى العالم تشكل وثيقة تاريخية هامة لأنها تأتي في تدشين اليوم العالمي للضمير للمرة الأولى، فالرسالة اشتملت مواقف حكيمة ورؤية متكاملة لسموه عن طبيعة التحديات التي يواجهها العالم حالياً وآليات تعزيز مجالات التعاون الدولي نحو عالم يعيش في سلام واستقرار وبلا حروب او صراعات.

وأضاف، أن سموه يحظى باحترام وتقدير كل المنظمات الدولية المهتمة بقضايا السلام والتنمية، مشيراً إلى أن رسالة سموه اليوم نالت صدى طيباً ظل ما تحتوي عليه من قيم سامية ودعوات نبيلة لترسيخ مقومات عالمي مستقر وتنعم دوله وشعوبه بالخير والرفاه.

وأكد بوجيري، أن مملكة البحرين حرصت على المشاركة في هذا الحدث الدولي الهام الخاص بالإعلان عن اليوم العالمي للضمير، إيماناً منها بأهمية دعم الشراكة الدولية في كل ما يحقق للدول والشعوب السلام والاستقرار كقيم انسانية حضارية نبيلة.

وقال إن مملكة البحرين واتحاد السلام والمحبة العالميين، استضافا سلسلةً من المؤتمرات في الأمم المتحدة في نيويورك لتعزيز ثقافة السلام بالحب والضمير منذ عام 2018.

من جهته، أشاد رئيس اتحاد السلام والمحبة العالمي "فوبال" هونغ تاو تسى "بما جاء في رسالة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بمناسبة اليوم العالمي للضمير من مضامين تؤكد دعم سموه الكبير لكل الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار في العالم، ومدى اهتمام سموه بدفع مسيرة العمل الدولي نحو كل ما من شأنه خدمة اهداف التنمية المستدامة كأحد المرتكزات الرئيسة لنهضة البشرية وتطورها.

وقال إن سموه يمتلك رؤية حصيفة ومتعددة الابعاد في اهمية عنصري الأمن والاستقرار كأساس تنطلق منه جهود التنمية المستدامة في مختلف الدول، وأن سموه حريص على توجيه أنظار المجتمع الدولي في كل المناسبات إلى أهمية التمسك بقيم السلام والعمل على تحقيقه بأرض الواقع من خلال ممارسات تعزز من مستويات التعاون والتكامل الدولي الذي يعود بالخير والرخاء على الإنسانية جمعاء.

وجرى تنظيم الاحتفالية الجمعة، في إطار من التعاون والشراكة بين البعثة الدائمة لمملكة البحرين لدى مكتب الأمم المتحدة في فيينا واتحاد السلام والحب العالمي حيث يربط بينهما تعاون وثيق منذ العام 2018، فقد سبق وأن نظمت مملكة البحرين بالتعاون مع اتحاد السلام والحب العالمي سلسلة من المؤتمرات في الأمم المتحدة بنيويورك لتعزيز ثقافة السلام والحب والضمير.

وتضمنت الاحتفالية مجموعة من الفعاليات والعروض الثقافية، من بينها عروض ثقافية وحفل رنين جرس السلام والحب العالمي للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة في فيينا، حيث تردد صوت الجرس لنشر طاقة الحب والسلام في العالم.

ويهدف تأسيس اليوم الدولي للضمير إلى إلهام الناس للتأمل في أنفسهم لتحقيق السلام الداخلي، وتشجيع الحكومات والمنظمات على الاحتفال باليوم من خلال عقد البرامج ذات الصلة، وتحفيز المجتمع الدولي على حل النزاعات بطريقة سلمية.