* وزير الديوان الملكي يحلل لصحافية روعة وصف "عقدان مزهران"

* ناصر بن حمد: كل شخص مهم في البحرين.. والأعمال مهما اختلفت مهمة لجلالة الملك

* "دراسات" ينظّم أول ندوة فكرية لأول افتتاح رسمي لمكتبة دراسات بحلتها الجديدة

* الكتاب يكشف خبرة جلالة الملك العسكرية في تأسيس مؤسسات أمنية ودفاعية لتنهض بأمن الخليج العربي

* استمرار البحرين مملكة خليفية خليجية عربية أبرز الثمار التي حصدناه اليوم

* "عقدان مزهران" عنوان كبير لحلقات نقاشية وندوات فكرية في المدارس والجامعات وحلقات تحدي القراءة

* شعب أحب ملكه ووثق فيه ومنحه مطلق الولاء والوفاء فبادله القائد المنح والمكرمات

* نتمنى إنتاج "عقدان مزهران" كفيلم سينمائي توثيقي تاريخي يركز على فصل "إرادة ملك وإدارة أزمة"

فور بداية كلمتها كرئيسة لمجلس النواب، قالت السيدة فوزية زينل: حينما قررت تلبية الدعوة الكريمة والمشاركة في الندوة المتخصصة لكتاب (عقدان مزهران) الذي تشرف مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية للطاقة «دراسات» بإصداره تنفيذاً لرغبة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لتدوين المنجزات التي تحققت في العشرينية الأولى من العهد الزاهر، أخذت أسأل نفسي: لماذا أطلق على هذا الكتاب عنوان (عقدان مزهران) بالتحديد؟ ولماذا هذا العنوان هو أكثر تأثيراً ووضوحاً وشرحاً وتعبيراً عن غيره من العناوين؟

الحق يقال، إن كلمتها لفتت الانتباه وجعلتنا نفكر بذات السؤال لما «عقدان مزهران»؟ لا «عهدان مزدهران» مثلاً؟ «لما التركيز على كلمتي العقد والزهر؟ فوجدنا الإجابة من خلال ما أبدته قائلة: وجدت الإجابة الجميلة والموجزة في حديث معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي مع إحدى الصحافيات حينما سألها: هل تعرفين الفرق بين الزهر والثمر؟ فلما لم تجد الصحافية الإجابة قال لها معاليه «إن الزهر أهم جزء في النبات وهو الذي يدل على وجود الثمر فإذا أردتي أن تعرفي الشجر المثمر فلا بد أن يكون له زهر!»، لذلك فإن وصف معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي الموقر يدل على روعة التحليل البديع ويصف وبصدق جمال «العقدان المزهران».

إن مبادرة مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية للطاقة «دراسات» في الندوة الفكرية المتخصصة لكتاب «عقدان مزهران» الذي صدر في منتصف فبراير ودشن في بداية شهر مارس الماضي وبحضور ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وعدد من النخب السياسية والفكرية والثقافية والإعلامية، وبالمناسبة هي تعد أول ندوة لأول افتتاح رسمي لمكتبة دراسات بحلتها الجديدة كما ذكر رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة، تعكس مدى النقلة النوعية والرغبة الجادة في تنوير العقول وفتح الآفاق للاستلهام من تجربتنا البحرينية النوعية والفريدة التي تأتي تزامناً مع مرور ذكرى عشرين سنة على تولي جلالة الملك حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، وهي بالتأكيد عشرون سنة مزهرة بالكثير من المنجزات والمشاريع التنموية أمام رؤية ملك أزهرت على أرض الواقع العديد من الإنجازات التي باتت خير شاهد على تفرده الفكري للنهوض بالشعوب الخليجية وبالأمة العربية، حيث يكشف أحد فصول الكتاب كيف استنار بخبرته العسكرية في تأسيس مؤسسات أمنية ودفاعية لا تأتي لأجل الحفاظ على أمن مملكة البحرين فحسب، إنما أيضاً لتنهض بدورها الفعال تجاه أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي والأمن العالمي.

كما جرى، تزامناً مع الندوة الفكرية، تدشين طابع «عهدان مزهران» الذي أكد رئيس مجلس أمناء مركز دراسات أنه «يمثل رسالة حب من مملكة الحب إلى البشرية كلها تزينها صورة ملك القلوب وإنجازاته»، ومثل هذا التذكار التاريخي لا بد أن يوثق إلكترونياً وأن يكون طابعاً في ذاكرتنا البحرينية الوطنية، وصرحاً تذكارياً كمعلم من معالم إنجازاتنا، وشعاراً نستنير به نحو الأيام القادمة لنا استكمالاً لمسيرتنا الإصلاحية الرائدة.

طيلة الندوة الفكرية التي سلطت الضوء على الكثير من النعم والمسيرات المضيئة التي استضاء بها شعب مملكة البحرين طيلة عشرين سنة مضت، يكتشف أن أهم ثمرة حصدها الجميع اليوم هي مملكة البحرين المملكة الخليفية الخليجية العربية التي ظلت قلعة شامخة صامدة كثمرة امتداد لتاريخ خليجي عربي لن يمحى ولن يستبدل أمام نضال متصل دفاعاً عن البحرين والخليج العربي والعروبة وقيم الإسلام، قاده جلالة الملك حفظه الله ورعاه ببسالة وشجاعة قائد وأخلاق فارس لا يرتضيه إلا أن يكون شعبه الوفي في مقدمة الصفوف دائماً رائداً في منجزاته متحداً في مواقفه متسامحاً متعايشاً مع كافة مكوناته الأخرى.

شعب أحب ملكه ووثق فيه ومنحه مطلق الولاء والوفاء والاعتزاز، فبادله القائد الحكيم بالمنح والمكرمات والمشاريع التي تقوم على الشراكة ما بين سلطة الحكم وسلطة الشعب، فرفعه إلى عنان السماء ومصاف الدول المتقدمة، وهيأ له الأرض ليزرع فيها حقولاً وأشجاراً يقتطف منها ثمار مكتسبات الديمقراطية والإصلاح، فكانت الثمار متنوعة وعديدة، منها المجلس التشريعي بغرفتيه، والجمعيات السياسية، ومجالس الطلبة، ومنابر الإصلاح وحقوق الانسان، ومنها القضاء المستقل والتنوع في الاتجاهات الفكرية والصحافية والحريات الإعلامية، من خلال صدور أكبر عدد من الصحف والمجلات في تاريخ مملكة البحرين الصحافي، ومنها مبادئ المساواة والعدالة والإصلاح في القوانين والتشريعات، وتمكين المرأة البحرينية في كافة المجالات، ودعم الشباب، وتطوير التعليم، والنهوض بالجامعات ومختلف القطاعات التنموية الأخرى.

385 صفحة هي عدد صفحات الكتاب الكبير بمحتواه وحجمه الذي يوثق رحلة شعب مملكة البحرين نحو التنمية والتغيير، بقيادة ملك بدأ تأسيس مملكة البحرين كمملكة ديمقراطية استناداً على خبرته الشخصية وحنكته القيادية التي تأتي من المدرسة العسكرية التي نشأ فيها، حيث ساهم فكره العسكري في تأسيس قوة دفاع البحرين قلعة البحرين الشامخة في وجه خصوم الخليج العربي والعروبة، كما أن شخصيته وحبه للفروسية انعكس على قيادته للعديد من الأمور والمنعطفات والمحكات المصيرية بحنكة وشجاعة وإقدام وأخلاق الفرسان، ولايزال هناك الكثير والكثير ليقال ويكتب ويوثق.

وأمام ما تفضل به رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة بأن كتاب «عقدان مزهران» ليس كتاباً يروي قصة ملك، إنما يوثق لقصة أمن ووطن وملك، أمام وطن كان على موعد مع القدر، وكان لدور جلالة الملك دوراً انتظرته البحرين بأهلها وبحرها وحبات رمالها وفرحة أطفالها وزغاريد كريماتها وابتهالات مآذنها ودعوات المؤمنين بوحدتها مملكة حب.. صنعها آل خليفة ومعهم كل أبناء البحرين الطيبين، صورة على هيئة العرب وإرادة لا تشبه إلا العرب!! كنا نتخيل لو كان هذا الكتاب الرائع جداً والقيم في محتواه، والذي هو بمثابة الكنز والخارطة التوثيقية لكل من يود اكتشاف كيف تحولت البحرين من دولة رائدة إلى مملكة ديمقراطية تنموية ريادية، قد أنتج كفيلم سينمائي توثيقي تاريخي ويركز بالذات على فصل «إرادة ملك وإدارة أزمة»، وكيف تجاوزت مملكة البحرين بفضل إرادة قائدها الهمام وشعبها العربي المخلص أكبر أزمة أمنية أرادت اختطاف هوية البحرين الخليجية العربية واستبدال نظامها الخليفي.

تلك الإرادة التي قهرت مخططات كبار الدول التي بعضها خان الأعراف الدبلوماسية والالتزامات الدولية ونقض العهود والمواثيق، وكيف تمسك هذا الشعب بقائده الذي لم يرى ويعرف منه إلا الحب والتقدير والتسامح والرحمة والقلب الكبير بالمكرمات والعطاءات، وواجه مؤامرات تزييف تاريخه والوقائع والمنجزات بوقفة صامدة مشرفة، وجابه تلك الزوبعة الكبيرة وقبرها أمام دول أنظمتها سقطت وتناثرت شعوبها ما بين مهاجرين وقتلى وأسرى حرب وأحزاب متنافرة.. دول لم تصمد أمام رياح بسيطة هزت مركب أمنها واستقرارها وقلبته إلى ساحة للحروب الطائفية البغيضة والصراعات الدموية الأهلية والاقتتال على المصالح الحزبية والفئوية مقابل ردم المصلحة العليا للوطن، واخترقت داخلياً وفق أجندة خارجية عدائية مدمرة لا تريد للعرب خيراً.

كما تمنيت لو وجدت بداخل الكتاب نسخة منه إلكترونية على قرص CD، وأن يكون هذا الكتاب بداية لإطلاق مكتبة إلكترونية وطنية، بإمكان أي شخص في أي مكان في العالم الاطلاع على هذه الإصدارات وقراءة هذه الكتب بعد تحميلها وهي مترجمة بكافة لغات العالم أو حتى إمكانية شرائها إلكترونياً مع حفظ حقوق الطباعة والنشر أمام موجة التغيير الحاصلة واتجاه الأجيال الناشئة والحالية إلى القراءة الإلكترونية وتحميل الكتب على أجهزة الحاسوب والذاكرة الرقمية «الآي باد»، حيث بالإمكان أن تكون مرجعاً هاماً وتوثيقياً لكل شخص يحب مملكة البحرين ويوالي نظامها وشعبها الخليجي والعربي.

خلال أزمة البحرين الأمنية وما تلتها من محطات ومنعطفات، كان الكثير من أبناء البحرين الأبرار الشرفاء الذين يجلسون على مواقع التواصل الاجتماعي ويتجادلون من خلال بعض المنابر الإلكترونية والساحات الفكرية مع أعداء البحرين والعروبة، يستندون في حججهم ومواقفهم وكتاباتهم الوطنية الدفاعية، والتي بعضها كان يكشف ويرد على حملات التزوير والكذب والفبركة من خلال بعض المحتويات الوطنية المتوافرة على شبكة الإنترنت وبعض الإصدارات والمنشورات والكتيبات التي تصدرها بعض الجهات من خلال أقسام الإعلام والعلاقات العامة بل إنه حتى خلال وبعد الأزمة القطرية ومقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لتنظيم الحمدين في قطر فإن الكثيرين ممن كانوا يردون على الإعلام القطري الإيراني الهوى الذي يحاول استعطاف الشعوب وتضليل حقيقة موقف مملكة البحرين تجاه عدائية النظام القطري وجدوا أنفسهم يرجعون إلى المراجع التاريخية والكتب التي تحكي حقيقة تاريخ آل خليفة في الزبارة وشبه جزيرة قطر، ليستندوا على تلك الوقائع والحقائق في الرد على من يحاول تزوير تاريخ الأسرة الحاكمة في مملكة البحرين وتاريخ جزيرة البحرين وتوابعها، لذا فإن توفير مرجع إلكتروني وطني أمر بالغ الأهمية اليوم، أمام الحملات الإيرانية القطرية الممنهجة لتزوير تاريخ هذه المنطقة والدول.

اللافت، ما جاء في كلمة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حينما شرح كيف تحول من شاب يطلع على تحركات والده القائد مع بداية ميثاق العمل الوطني إلى قائد هو الآخر منخرط بعمق شديد في إرادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، التي تتطلع دائماً نحو تحقيق المستحيل، حيث تمكن من الإلمام والاطلاع بصورة أشمل وأعمق لفهم وإدراك أحلام جلالة الملك حفظه الله ورعاه، التي أراد تنفيذها على أرض الواقع لشعبه المحب له، وإن استلهام هذا القائد الشجاع لكل المشاريع التنموية التي تمت لم يكن جهداً فردياً أو شخصياً، حينما شدد سموه أن جلالته دائماً ما يؤكد «أنتم جزء مهم في هذا العلم!» فلم يحصل هذا الاندفاع والحماس والرغبة في التغيير والتحليق إلى سماء أرفع من الإنجازات البحرينية والمشاريع الإصلاحية النيرة، إلا بعد أن لمح جلالته ثقة شعبه وتكاتفهم وقوتهم ووحدتهم وصدقهم واجتهادهم في العمل في كل خطوة كان يخطوها جلالته، فشباب وشابات البحرين يريدون أن يتقدموا للأمام في سبيل تحدي كل الصعاب.

ومن الكلمات المؤثرة التي تعتبر درساً وطنياً بليغاً، ما أكد عليه سمو الشيخ ناصر خلال الندوة الفكرية، حينما قال أيضاً في كلمة عفوية نابعة من القلب: الكل مهم في مملكة البحرين سواء أكان رئيس مؤسسة أو شركة أو مفكراً أو موظفاً، أياً كانت وظيفته ومهمته، فكل شخص في مملكة البحرين مهم وهو سر النجاح، فسر النجاح يكتمل بجميع الناس من مختلف الوظائف والطبقات والفئات والمستويات، فكل شخص مهم أن يوصل الرسالة، وكل الأعمال مهما اختلفت هي مهمة بالنسبة لجلالة الملك حفظه الله ورعاه.

رئيس الوزراء الأردني الأسبق ونائب رئيس مجلس الأعيان في الأردن الأستاذ سمير الرفاعي، وخلال تقديمه لقراءة معمقة لفصل عبقرية الدبلوماسية في البحرين، أكد أن المسافة بين الأردن والبحرين لا تحسب بوحدات القياس ولا بمنطق الجغرافيا ولكن بلغة الأخوة الصادقة والتاريخ العريق والثقافة المشتركة، وأن البلدان استطاعا على مر العقود أن يترجما تعاوناً وتنسيقاً وانسجاماً بمستوى العلاقات المتميزة والمتجذرة بين القيادتين الكريمتين، مشدداً على أنهم في الأردن عندما يتحدثون عن منجزات البحرين إنما يصفون بكل الفخر والاعتزاز ما واكبوه خطوة بخطوة، فالحديث عن عبقرية التوازن يبدأ من الإرادة الواعية التي جسدتها قيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وبأعلى درجات الحكمة، وجعلت من مملكة البحرين دولة عصرية ترتبط مع عمق ثقافتها العربية الإسلامية وتنطلق منها، وهذا التوازن اللافت والعبقري بين هوية البلاد الثقافية وإرثها المجيد هو الدرس الأول الذي نقف عنده ونحن نتابع شباب وشابات البحرين ينطلقون نحو المستقبل المشرق.

كما لفت الرفاعي إلى نقطة في غاية الأهمية والخطورة أيضاً، عندما قال: إننا في هذه المرحلة بالذات، ومع ما تشهده من ثورة متسارعة على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها، نحن أحوج ما نكون للتوثيق ولتسجيل المنجزات ووضعها بوضوح وسلاسة أمام الباحثين والمختصين، بالذات أمام الجيل الجديد من الشباب، في زمن تعم فيه فوضى الانطباعات وتتشكل المعرفة المجزوءة عبر الوسائل المرئية والمسموعة، بعيداً عن مصدرها الحقيقي والأهم والأصدق وهو الكتاب!! حيث صرنا نشهد على مستوى عالمنا العربي حالات من التشويش والتشكيك والظلم الذي يلحق بالمنجزات ويسعى لبث روح السلبية لدى الشباب مع وجود مختصين في تزييف الوعي، وهنا تتأكد أكثر فأكثر أهمية الكتاب كوسيلة أساسية للمعرفة والعلم وكوثيقة تاريخية تدوم!

إن كلمات الرفاعي، وما أشار إليه من ظواهر أطاحت بأنظمة دول وفرقت شعوباً وزرعت بينهم فتيل الفتن والنزاعات الفكرية والطائفية الظلامية الرجعية، لتسود روح السلبية والنظرة الضيقة الأفق، وأمام تزوير التاريخ وتجزئة الحقائق وتسييس الدين واستبداله بمناهج دينية تحمل أجندة معادية خفية ليس لها علاقة بمبادئ الإسلام، تؤكد مدى أهمية هذه الإصدارات والكتب اليوم كمرجع رسمي وموثوق في زمن العولمة الفكرية التي تغرر بالعقول الشابة وتحور لها الحقائق، كما أنه يدعم كلامنا في جزئية أهمية توفير مكتبة إلكترونية وطنية في هذا الفضاء المفتوح تكون مرجعاً هاماً ومستنداً يستدل عليه من كان ويرجع إليه عند نبشه عن الحقيقة ومحاولة وصوله إليها، كما أنها ستكون بالتأكيد مصدر فخر واعتزاز يرجع إليه شبابنا دائماً لاستعراضه أمام الآخرين خلال نقاشاتهم الفكرية والثقافية والتاريخية.

كما أننا نؤكد ما طالب به متحدثو الندوة بأهمية أن يتصل الجيل الحالي بهذه الإنجازات بتضمينها المناهج الدراسية، وأن يتمكن غير العربي من الاطلاع عليها بترجمة الكتاب إلى لغات مختلفة، حيث نتمنى أن نجد حلقات نقاشية وندوات فكرية مماثلة عن كتاب «عقدان مزهران» في المدارس والجامعات وحلقات تحدي القراءة ونقاشات كتاب هذا الشهر، بحيث يسعى الجيل الناشئ في المدارس والجامعات إلى الاستلهام من هذا الكتاب، وأن يكون سفيراً ومتحدثاً لأحد فصوله مناقشاً مع الآخرين من زملائه المنجزات التي تحققت والتي شهدها شعب البحرين ونعم بها كي يقتربوا أكثر ويكونوا داخل إطار رؤية وفكر جلالة الملك المفدى، كما فعل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة عندما وجد نفسه داخلاً بعمق في هذه الرؤية والفكر ليكون قائداً للعديد من المجالات التنموية.

يبقى أن نبحث في السؤال الذي طرحته رئيس مجلس النواب السيدة فوزية زينل عندما اختتمت كلمتها خلال الندوة بالقول: لعل السؤال الدائم والهاجس المستمر للمواطن البحريني اليوم هو «وماذا بعد؟»، هذا السؤال والهاجس هو المحرك والمؤشر المهم الذي يدل على طموح المواطن البحريني وتطلعاته في تحقيق مزيد من الشراكة الحقيقية والفاعلة في مسيرة البناء والنهضة الشاملة.. كما يستلزم منا الأمر وبعد مرور عقدين من الزمان، أن نتدارس وبشكل موضوعي وصادق، هل حققنا كل الغايات والاستشراقات المستقبلية لمبادئ ميثاق العمل الوطني؟ وكيف السبيل لذلك؟ ونعتقد أن إجابة السؤال تكمن بداخل عنوان «عقدان مزهران»، فعقد الزهر الذي يعني لغوياً أنه تضامت أجزاؤه فصار ثمراً يدفعنا لأن نفكر بطريقة توحدنا أكثر بكافة جزئيات هذا المجتمع البحريني المتسامح والمتكاتف، وكيف تتكامل لدينا الرؤى الوطنية وجهود الجهات الرسمية وغير الرسمية من مؤسسات المجتمع المدني كفريق وطني واحد، حتى تثمر لنا إنجازات أكبر وأجمل مليئة بالشجر المثمر والزهر تمضي دائماً بنا كما يمضي النهر ويختلط بالبحر.. بحر كبير غني بالغنائم والمكرمات بلا انتهاء عنوانه «عهدك يا حمد» كما حملت خاتمة غلاف الكتاب.