من ضفاف نيلها الجميل ومجراه حفروا الترع لتوجيه مياهه نحو الحقول والمحاصيل الزراعية والتاريخ يشهد أن شعبها كان من أوائل من عرف الزراعة على نطاق واسع غير أن أرضها المشهورة بأنها أرض خصبة للكثير من المحاصيل الزراعية تشتهر كذلك بأنها أرض خصبة تنبت العقول والإبداع وعباقرة العرب وأنه من أرضها وجهت منابع عقولها نحو الدول العربية لبناء قطاعات التعليم والتنمية فيها!

مصر العظيمة التي يقرن باسمها دائماً لقب «أم الدنيا» ونحن نمر على ذكرى 23 يوليو المجيدة في عامها التاسع والستين يحق لنا أن نستحضر في هذا المقام كشعوب خليجية وعربية ذكرى تحول مصر إلى جمهورية بإرادة فولاذية من شعبها العظيم الذي يقهر المستحيل دائماً والذي قاد ثورة خالدة نسجت بخيوط آمالها الكثير من المنجزات المتتالية إلى يومنا الحاضر ودفعت بمصر إلى واقع مغاير ومسارات سياسية ووطنية شجاعة تقوم على إرادة الشعب المصري العظيم وكما قضى شعبها على الاستعمار البريطاني مايزال ليومنا هذا يبهرنا كشعوب عربية بالقضاء على مخططات الشر والإرهاب التي تستهدف أمن مصر الداخلي وهز قوميتها وهويتها العربية فمصر حفظ الله قيادتها وشعبها وأرضها قوة إقليمية وعمقنا الاستراتيجي فهي بوصلة الاستقرار التي تجمع ما بين المشرق والمغرب العربي وأمنها جزء لا يتجزأ من أمن الخليج العربي ككل.

23 يوليو حدث خالد في ذاكرتنا العربية القومية ونقطة تحول مضيئة كانت لها إشراقاتها على الأمة العربية حيث ارتفعت أيامها وتيرة القومية العربية القائمة على أن العروبة قضيتنا المصيرية وهي خير دليل نستشهد به أمام تجار القضية أن مصر دعمت القضية الفلسطينية كحق أصيل للعرب بعيداً عن أولئك المتاجرين بها في سبيل تحقيق أهدافهم الحزبية التآمرية علينا كعرب، كانت هناك صناعة للهوية العربية وصياغة للوحدة القومية والوعي القائم على الارتباط العميق بالعروبة تقوده مصر العظيمة والرائدة بتاريخها الكبير وكان الفكر القيادي القائم في مصر يتجه نحو شعار أن يكون العرب أمة متحدة.

ولو أردنا استحضار دعم مملكة البحرين الدائم لخطوات مصر في حماية أمنها القومي واستكمال دورها الرائد في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة فإننا هنا نستحضر حضور مستشار الأمن الوطني سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مؤخراً نيابة عن جلالة الملك حفظه الله ورعاه في حفل افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية بجمهورية مصر الشقيقة وهي مختصر رسالة بليغة بأن مملكة البحرين أمنها لا ينفصل عن أمن مصر وأنها دوماً حاضرة في كافة المناسبات والمنجزات المصرية بالذات الوطنية والقومية وأنها مع أرض الكنانة والحضارة دائماً وأبداً فبلاد العرب أوطاننا وثورة 23 يوليو ملهمتنا.

* إحساس عابر:

كنا قد طرحنا في مقالات سابقة عن مقترح منح رتب استثنائية للعاملين في الصفوف الأولى من وزارة الداخلية أسوة بوزارة الصحة ونعود اليوم وبطلب من عدد من المواطنين لنجدد المقترح حيث أبدوا تمنياتهم بأن يشمل نظام المكافآت جميع المتطوعين في الجهات المساندة للفريق الطبي بمن فيهم قسم التفتيش بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة الذين لم يحصلوا لا على رتب استثنائية ولا مكافآت مالية.