تفضل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بالقول إن «إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية» تأكيد على رغبة المملكة العربية السعودية إيجاد حلول لمختلف الملفات العالقة بينها وبين إيران وخصوصاً دعم إيران للمجموعات المسلحة المقربة منها في المنطقة، وهو ما ذكره خادم الحرمين الشريفين بوضوح حيث دعا طهران إلى وقف جميع أشكال الدعم لتلك المجموعات وأصر على «أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل».
هذه الرغبة التي عبر عنها الملك سلمان قوبلت بتصريح موجب من قبل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خطيب زاده حيث قال إن المباحثات بين الرياض وطهران «بدأت قبل أشهر وحققت تقدماً جاداً بشأن أمن الخليج»، وهذا أمر طيب لو أن إيران وفرت الأمثلة المناسبة على جديتها ومنعت «رجالها» من تخريب ما تم أو قد يتم الوصول إليه بتصريحاتهم غير المسؤولة والتي مثالها قول ممثل خامنئي في مشهد أحمد علم الهدى في خطبة الجمعة «إذا كان أحد الجيران ملحداً ولا يعتقد بقضية ولاية الفقيه تصرفوا معه بسلم فقط ولا ينبغي إقامة المزيد من العلاقات معه»، والمعنى المباشر لهذا باختصار «قاطعوا جيرانكم الذين لا يعترفون بولاية الفقيه»!
حقيقتان يدركهما العالم جيداً، الأولى أن المملكة العربية السعودية جادة في رغبتها ومسعاها وتعمل على استقرار المنطقة، والثانية هي أن النظام الإيراني لا يزال مكبلاً بتلك المواد التي أقحمها في دستور إيران وصار بموجبها يعتبر نفسه وصياً على «المضطهدين والمظلومين والشيعة» في العالم.
التقدير هو أن الرياض وطهران ستتوصلان إلى تفاهمات مهمة، والتقدير أيضاً أن النظام الإيراني سيشوه تلك التفاهمات ويغدر.