حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خلال استقباله كبار المشاركين في منتدى «حوار المنامة» على تلخيص حالة المنطقة ومستقبلها، فأكد في كلمته السامية على أن «دول مجلس التعاون الخليجي تظل حجر الزاوية للاستقرار» وأن «وحدتها مصدر قوة وخير لجميع أصحاب المصلحة في المنطقة وخارجها على حد سواء» وأنه «للحفاظ على هذه الوحدة تلتزم البحرين بفتح قنوات اتصال لمعالجة أي قضايا عالقة».

الوجه الآخر لهذا التلخيص هو توفير المثال على كيفية حل البحرين لمختلف الأمور بين الدول الشقيقة والصديقة»، أما الوجه الثالث فهو التأكيد على أن «الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية حاسمة للعالم بأسره لكنها منطقة لا يزال أمنها واستقرارها عرضة للعديد من التحديات» وأنه لهذا «فإننا في البحرين مقتنعون بأن الأمن والاستقرار يؤديان إلى السلام» وأن «من الضروري ضمان الأمن البحري والإقليمي ضد أي أعمال عدائية، وحماية الملاحة والطرق البحرية».

بين سطور الكلمة السامية يسهل على المتابع لتطورات الأحداث في المنطقة تبين كيف هي نظرة البحرين للكثير من الأمور وكيفية معالجتها لها، ومنها على سبيل المثال المسائل التي لا تزال عالقة بين البحرين وقطر وتؤخر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في قمة «العلا» والتي يسهم حلها في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي بالضرورة إلى ثبات منظومة مجلس التعاون وسط الأنواء والمتغيرات وتحقيق السلام في المنطقة. كما يسهل على المراقبين تبين موقف البحرين من حالة العناد التي عليها النظام الإيراني وتؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ما تفضل به حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في كلمته السامية ملخص مفيد لكل راغب في معرفة سياسة البحرين ومواقفها، وهو رسالة مباشرة إلى مختلف دول المنطقة مفادها أن البحرين رغم حرصها على حل كل الملفات العالقة إلا أنها لا ترضى بالحلول الترقيعية ولا الحلول غير المعينة على تحقيق السلام في المنطقة والعالم.