كمال الذيب
عندما نستعرض حالنا المسكين في الفكر والفلسفة والحرية الفكرية في ظل ضيق مساحة الحرية في البلاد العربية وسطوة ثقافة التكفير إلى الدرجة، بما يجعل الجاحظ اليوم مفكراً للمستقبل، مع أنه كان يتهجّى الأبجدية الأرسطية، ويجعل من المعتزلة الحزب التقدمي العقلاني للمستقبل مع أنّه مارس العنف ضد معارضيه الفكريين! فأيّ بلاء أكثر من أن نكون...
انتشرت في السنوات الأخيرة، ثقافة الثرثرة والادعاء، فامتلأ الفضاء بالأدعياء المثرثرين: يتحدثون في كل شيء، في الفلسفة والفكر والسياسة وعلم الكلام وآخر صرعات الموضة والتاريخ والجغرافيا، ومجلس الأمن وأزمة كوريا الشمالية والحرب التجارية بين الصين وأمريكا، والحرب الليبية وأوضاع جمهوريات البلطيق، يدعون بأنهم أعلم الناس، أحاطوا...
أصيب بفيروس كورونا إلى حد الآن أكثر من 7 ملايين إنسان، وقضى بسببه حوالي نصف مليون من البشر، وتسبب في شلل شبه تام للحياة، في غياب لقاح أو علاج فعال. ولذلك تبقى الآمال معقودة على جهود العلماء التي دخلت سباقاً محموماً، من أجل تحقيق هذا الهدف. وفي متابعة لجهود هذا العالم «الذي يفترض أننا جزء منه» نطالع أن القطاعات الصحية والجامعات...
من الطبيعي في ظل التحول الذي مسّ جميع جوانب الحياة، أن تحدث اهتزازات وتبدلات في الرؤى الفكرية والثقافية والفنية. فمفهوم الثقافة في حد ذاته آخذ في التغيّر، وفي بلورة رؤية جديدة تختلف عما عهدناه في القرن العشرين. فالوسائط الأدبية تغيّرت بحكم ارتباطها بالعصر وتحولاته التكنولوجية والاتصالية. ومفهوم الشعر على سبيل المثال يعاد...
بالرغم من أن القوانين والتنظيمات الإدارية قد وفرت في الولايات المتحدة الأمريكية الضمانات المانعة للعنصرية والتمييز بكافة أشكاله، بل ووضعت نظماً للتمييز الإيجابي لعدد من الفئات الهشة، فإن ذلك لم يكن كافياً لمنع انفجار الأوضاع من حين لآخر، لأن ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، من احتجاجات وعنف منتشر على نطاق واسع، يرتبط...
بات واضحاً أن العالم يتجه اليوم إلى الغلق التام أو شبه التام، وتضخم النزعات الوطنية والقومية مجدداً، بما في ذلك النكوص عن القواعد وبعض الاتفاقيات التي حكمت السياسة الدولية خلال العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، «وقد دشنت الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال هذا النكوص عن اتفاقية التجارة الدولية واتفاقية باريس...
التلازم بين المواطنة والديمقراطية كثقافة وكممارسة، أمر ضروري وأساسي، ويعد الضمانة الأساسية لاستقرار المجتمع. ولكن للأسف هنالك من يحاول جاهداً، وبلا هوادة، استبعاد المواطنة كأساس للتعايش، ويقترح في المقابل حلولاً بديلة يحتمون بها، ولذلك يعمدون، في سبيل تكريس مصالحهم الضيقة، إلى تخويف الناس من أن يكونوا أفراداً أحراراً،...
أتساءل بحزن شديد، وأنا أتابع الجدل الدائر حول التطبيع المجاني مع الكيان «الإسرائيلي»: ما الذي استجد في هذا الموضوع ليظهر على السطح مجدداً وبهذه القوة المفتعلة؟ هل أن «إسرائيل» مثلاً قد أعلنت فجأة أنها ستلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وستنسحب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة مما اقتضى مثل الاحتفاء بالتطبيع؟ الغريب أن...
التجربة التي عاشتها وما تزال تعيشها البشرية خلال هذه الفترة من أزمة تفشي الفيروس القاتل، أماطت اللثام عن عدد من الحقائق المؤلمة والتي سبق للمفكرين والعلماء التحذير منها، ولم يستمع إليهم أحد بسبب التركيز فقط على آلة الإنتاج والاستهلاك والربح السريع بأي ثمن، منها: - إن الانتهاك والإهدار والتخريب والاستنزاف الذي مارسه وما يزال...
تتلبسني فكرة، وأنا أتابع ما يكتب في الصحافة العربية، مفادها أن من يكتب هو «ضميرنا المستتر» إن صح التعبير. أو هو ضميرنا الغائب على الأرجح، فلكل واحد منا ضميره المستتر الذي يحركه وينوب عنه، ليس في الكتابة فحسب، بل حتى في الحفلات و«العزائم» وتبادل الأحاديث. فلا أحد تقريباً يكتب بنفسه، قد يفكر بـنفسه، نعم، ولكنه عندما يكتب فإنه يضطر...
جاء في تقرير التنمية البشرية العربي الصادر في العام 2010 أن الطفل العربي لا يقرأ خارج المنهج الدراسي سوى 6 دقائق في السنة، وأن كل 20 عربياً يقرؤون في المتوسط كتاباً واحداً في السنة، بينما يقرأ الأوروبي 7 كتب في العام، وتنتج الدول العربية مجتمعة ما نسبته 1.1% فقط من معدل الإنتاج العالمي للكتاب. إلى آخر السلسة من الأرقام المخيفة. وكنا...
وردني تعقيب مطول حول مقال سابق منشور في هذه المساحة بعنوان «نظام التفاهة»، من أحد الأخوة القراء، ختمه بسؤال مهم: «الكل يدعي وصلاً بالديمقراطية، مما دفع الكاتب هانز هيرمان في كتابه عن «الديمقراطية: الإله الذي فشل»، يشكك في جدواها، فهل يجب أن يجعلنا ذلك نزهد في الديمقراطية ونتوقف عن المطالبة بها مثلاً؟؟». كتبت للقارئ المحترم ما...