مقالات عن
: همس
لا يمكن لأي بلد، مهما كانت درجة تطوره الاقتصادي والاجتماعي، وحضوره السياسي في العالم، أن يكون مؤثراً ومشعاً، وقادراً على تحقيق الإضافة النوعية في عالم اليوم، من دون أن يكون له حضور ثقافي كبير ومؤثر، بمقدار نموه وتطوره الاقتصادي وثقله السياسي، ومن دون أن يمتلك القدرة على تفجير الطاقات الفكرية الخلاقة، وامتلاك الرؤى الإبداعية...
ذكرتني مقالة منشورة مؤخراً في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 20 يونيو 2021م بعنوان «ألعن الاستعمار أم أترحم عليه؟» للكاتب السعودي مشعل السديري، بشعار: «تحيا فرنسا» ودعوات عودة «الانتداب الفرنسي» للبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت، كتعبير عن ضيق الناس بالأوضاع الكارثية التي يعيشها هذا البلد العربي، بسبب نخبة سياسية عاجزة، كانت وراء مجمل...
في زمن التفاهة، وفي أجواء التردّي والإحباط والانكسارات العربية، تسقط المبدئية وتنتصر الانتهازية وتتفشى النفعية، ونظام التفاهة يحاصرنا، حتى أصبح التافهون يتسيدون المشهد، فكأن الهدف النهائي هو إسباغ التفاهة على كل شيء وتحويلها إلى قيمة في ذاتها. ومن المؤسف أن هذه التفاهة قد انتقلت عدواها إلى بعض المحسوبين على الثقافة، من...
قبل عقود من كنا نتفاخر بمقدار العلم الذي يمكن للمرء أن يحصّله، وبمقدار الوعي الفكري الذي يمكن أن يمتلكه، ومدى القدرة على الإبداع في مختلف المجالات، وبمدى تمسكه بالقيم، إلى آخر تلك القائمة التي نتفاخر بها أمام أبناء الجيل الجديد، فلا يستمعون إلينا، وإذا ما استمعوا كان ذلك على مضض شديد. في ذلك الزمن الذي غالباً ما نصفه بكونه...
قد نكون أكثر شعوب العالم ادعاء، على الرغم من فقرنا الفكري والعلمي والفني الشديد. ومن مظاهر هذا الادعاء الأجوف توزيع الألقاب العلمية والفكرية والفنية بلا حدود وبلا ضوابط: فهذا ملك الأغنية، وتلك إمبراطورية التمثيل وهذا جنرال المسرح وهذا معجزة العصر، إلى آخر سلسلة الادعاءات الجوفاء التي لا تتطابق مع الواقع في شيء. ولو أن الأمر...
أرسل لي أحد الأصدقاء تعقيباً على مقالة سابقة: «الديمقراطية الطائفية»، أهم ما جاء فيه: «نحن لا نصنع المجتمع، بل هو الذي يصنعنا، ويشكل البنية الثقافية والسياسية التي تدير حياتنا. ولذلك لا يمكن القفز على هذا الواقع لمجرد اعتقادنا بأن الطائفية أو النزعات العرقية بغيضة ومرفوضة. فعديدة هي المجتمعات التي تعاني من انقسامات...
قال الصديق ونحن في خضم نقاش حول ما جرى وما يجري في بعض حياتنا العربية: أراك منزعجاً من انتشار ما تسميه الهراء من الماء إلى الماء، إلا أنك لا تبدي نفس القدر من الانزعاج من أوجه الانحطاط الأخرى في حياتنا العربية، وما يعتريها من توحش وخراب وفساد؟ قلت: من المؤكد أن الموقف من انحطاط حياتنا العربية في بعض أوجهها لا يرتبط، ولا يجب أن...
كانوا يجلسون متباعدين أمام نافذة استلام الأدوية بعيادة أمراض القلب، بالمستشفى العسكري، ولكن لم تمضِ عشر دقائق حتى استلم الجميع أدويتهم بهدوء وسرعة ولطف. الموظفة من وراء النافذة كانت تدقق في الوصفات والأدوية واحداً واحداً، وبلطف شديد تقول:» بإمكانكم الحصول على الأدوية وأنتم في بيوتكم، من دون تجشم متاعب المجيء والانتظار، يكفي...
هنالك ما يشبه عودة الوعي لدى قطاع مهم من الكتاب العرب، فيما يتعلق بالمسألة السورية، من خلال نوع من الاعتراف بخطأ الموقف وسوء التقدير، وكيف أصبح العرب بسبب ذلك، خارج مسار التاريخ، ضحايا بأيديهم، مفعولاً بهم، يكتفون بالفرجة، فيما الدول الأخرى تشارك في صياغة مصير هذا القطر العربي وشعبه ودستوره ونظام حكمه. ولكن أغلب تلك الكتابات...
ياسمينا صلاح
تغيرت أحوال الأطفال في رمضان وخاصة مع وجود جائحة كورونا، حيث كانوا في السابق ما بين مساعدة الوالدة في المطبخ أو اللعب مع الأصدقاء، واليوم استحوذ الهاتف على نسبة كبيرة من يومهم الرمضاني، وأصبحت الألعاب كلها عن بعد. وقالت الطفلة همس أحمد: «استيقظ من النوم ظهراً وأبدا يومي في شهر رمضان، بالوضوء وصلاة الظهر، ثم أتوجه...
«الإنساني» فينا هو الجوهري، وهو ما يبقى في النهاية بعد أن ينتهي كل شيء ويفنى. ولذلك فمن فقد «الإنساني» من الصعب أن يستعيده، لأن فقده يعني فقدان القدرة على إدراك مشاعر الآخرين، ومعاناتهم وتطلعاتهم «سواء أكانوا قريبين منا أو بعيدين»، لأنك عندما تسير في الشوارع والطرقات، وترى تلك الوجوه بألوانها المتعددة، فإنك لا ترى في الواقع...
في العام 1995م أصدر المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو «إعلان مبادئ التسامح»، وجرى في العام التالي إعلان عام 1996 عاماً دولياً للتسامح. ومنذ تلك اللحظة اكتسبت الدعوة الدولية للتسامح اهتماماً أكبر مما نصت عليه العهود الدولية، ولكن على صعيد الممارسة لم يحد ذلك من تصاعد العنف والإرهاب وكراهية الأجانب، وسوء معاملة الأقليات في مختلف بلدان...