تصادف اليوم الأربعاء الذكرى السادسة والأربعون على رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، والوطن العربي من بعده يعيش أوضاعاً مزرية صعبة.. وتزامناً مع هذه الذكرى الأليمة، تم هذا التواصل الحصري والوجداني مع الزعيم الخالد:
آخر ظهور: 28 سبتمبر 1970، إعادة إرسال للزعامة: Failed، إعادة تشغيل للروح: Failed، نص المحادثة: الحوار التالي..
* سلام يا ريس..
- أهلاً أخي العربي.. إزاي الحال في الوطن الأكبر؟
* الحال مش بيسر يا ريس!
- يعني إيه؟ لسه في خلافات؟ إيه اللي حصل؟
* ياريتها خلافات وبس.. دي خلافات وشقاقات وتفاهات وسخافات عصفت بالعرب، ويا خوفنا من اللي حصل واللي بيحصل واللي راح يحصل!
- ما تفهّمني جرى إيه؟!
* مش عاوز أنكد عليك يا ريس وأنت اللي نكبتك هموم ومحن العرب.. خليك مرتاح.
- يعني لا قدر الله، حصل استهداف لبلد عربي مثلاً؟!
* من بعد فتن «ربيعهم العربي»، أغلب الدول العربية بقيت في حالة حرب.
- ما كويس كده، كل الدول العربية بتحارب العدو الواحد.
* لا يا زعيم.. الدول العربية من بعدك بيحاربو بعض.. العراقي يقتل عراقي، والسوري ينحر سوري، والليبي يصرع ليبي.. و...
- معقول الكلام ده؟! ممكن تلخص لي أوضاع الأمة العربية؟
* أصعب حال يا ريس.. لا فوانيس القاهرة تضاء، ولا مآذن دمشق تكبر، ولا مكتبات بغداد تطبع، ولا مصافي ليبيا تضخ، ولا خيرات العرب تستثمر، سوريا تدمّر، القدس محتلة، الحقوق مغتصبة وأمة محمد نائمة!.. «كان هذا هو الموجز» وأغلى ما عندك، بلاش تطلب التفاصيل يا زعيم!
- يعني محدش قادر يجمع الشعوب العربية؟!
* محدش أبداً.. بقينا في زمن، الدم العربي فيه برخص التراب.
- و»الجامعة العربية» و»القمة العربية».. راحوا فين؟! ما فيش لاءات؟
* صاروا ذكريات.. وبدل اللاءات بقى فيه آهات!
- وخيراتكم وثرواتكم؟
* منهوبة ومسروقة والإرادات مسلوبة.
- استنى عندك.. انت بتقرأ سيناريو غربي؟ أو بتهزر؟!
* أنا بحكي لك عللي بيحصل يا زعيم.. إحنا من بعدك مستهدفين.
- ده حتماً «مخطط استعماري» وراه قوى حاقدة على «العروبة».
* كلامك ده يا ريس إحنا عارفينه، لكن ما بنتجرأش نقوله الأيام دي.
* لـيــه؟!
- ح يقولوا علينا «قومجيين»! وإن مصطلحات «المخطط الاستعماري» و»العروبة» دي مجرد كلمات قديمة من أيامكو إنتو ما تركبش مع موجة الأيام دي!
* طب فين الجيش العربي والوحدة العربية؟ فين «وحدة الصف العربي» و«رأب الصدع»؟ فين «هيئة التصنيع الحربي» و«جبهة الصمود والتصدي»؟
- مجرد ماضي تليد..
* وأخبار القاهرة إيه؟
- بقت مقهورة من حاجات كتير.
* مش قادرين يعني تلموا الشمل؟ ولا قادرين تتوحدوا وتبقوا قوة يخاف منها عدوكم؟
- بعد ما كان عدونا واحد، زرعوا بأخاديعهم عدو لنا في كل مكان!
* مين ده اللي بيتحكم فيكم؟!
- كنت إنت قلت في خطبك أكثر من مرة «الاستعمار ومن هم وراء الاستعمار».
* يعني انتو دلوقت مستعمرين؟؟ وما بتعملوش أي حاجة؟! ما بتقاتلوش؟
- هما عمالين يرسموا لينا شرق أوسط جديد، واحنا عمالين.. نتفرج! والسلاح العربي خلص في «الحروب العربية – العربية»!
* هي الأمة العربية دي خلاص، ما بتخلفش ليكم قائد أو زعيم؟
- خلّفت نعم.. خلّفت لنا الهموم والأحزان.
* ح تفضلوا إخواني العرب على الحال ده كتير؟ مش حتتقدموا؟
- العرب من بعدك بيتقدموا.. لكن تقدمهم بس في السن يا حسرة!
* ومافيش قوانين في عالمكم اليوم؟؟
- سقطت تفاحة واحدة فعرف العالم «قانون الجاذبية».. واليوم تسقط آلاف الجثث ولا يعرف العالم معنى الإنسانية!
* أنا لسه فاكر النشيد الوطني.. «وطني حبيبي الوطن الأكبر، يوم ورا يوم أمجاده بتكبر.. وانتصاراته مالية حياته.. وطني بيكبر وبيتحرر.. وطني وطني» يا ترى لسه بترددوه؟
- الأيام دي اتعوج اللحن، وغصت الكلمات، وبقى «وطني حبيبي الوطن الأكبر، يوم وراء يوم أمجاده بتصغر.. واندحاراته مالية حياته، وطني وطني».
* يااااه.. وجعتم قلبي حتى وأنا في قبري.. على كلٍ.. ربنا على الظالم.. ح أضطر أقفل السكة.. عاوز أرتاح!
- ألووو.. ما تسيبناش يا بوخالد.. إحنا لسه عالخط.. ح نفضل عالخط.. خطك مش ح يتقطع.