إيمان عبدالعزيز




سرعان ما انقضت عدة شهر رمضان بلياليها المباركة التي أنزل فيها الرحمن كتابه الكريم على عبده طه الأمين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، بوصفه جل جلاله «أياماً معدودات»، حلّت بفضائلها على جميع المسلمين من حول العالم، لما لها من أبواب للجنان تفتح وأبواب للنار تغلق، وليلة في العشرة الأواخر خير من ألف شهر تحرى لتصب الأدعية والأرجاء في الأكفة الضراعة مرتفعة تبوح لخالقها عن ما فاضت بها القلوب بالتمني.

وخير ما يستهل به هذا الموسم الفاضل من روحانيات إيمانية، هو تهذيب النفس في الصد عن المعاصي، وحفظ الجوارح، والصبر على مشقة الجوع والظمأ ما يضخ الشعور بمعاناة الآخرين، والدنو الأقرب إلى طاعة الله عز وجل.


وفي حلول هذا الشهر الفضيل، تختلف عادات الأفراد في مجتمعاتنا بما اعتادوا على ممارستها في كل عام، حيث يقوم البعض بالتفرغ للعبادة وأداء الطاعات، ويقوم الآخر في تكريس جهوده بمزاولة الأعمال الإنسانية والخيرية في إفطار الصائمين وغيرها، وأيضاً للتجمعات العائلية والمجالس نصيب الأسد في هذا الشهر لما لها من فضيلة في غرس التواد وصلة الأرحام، كما للفعاليات والمسابقات الرمضانية والمسلسلات حيوية فعالة لدى محبيها للترويح عن النفس بعد الإفطار.

ورغم اختلاف العادات والممارسات لدى أفراد الأسر في المجتمع، إلا أن الطابع الأخلاقي يغلب على النفس في هذا الشهر الكريم، حيث إن العديد من الأبناء يفضل الاستماع إلى القرآن الكريم وتلاوة الأدعية والأوراد على سماع الأغاني، ولا سيما الأطفال الذين يسعون جاهدين في إتمام ختم القرآن سواء في المنزل أو في المساجد.

ونرى النفوس تنشرح بالسلام والتحايا، والوجوه مشرقة بالتبسم في وجه الغير احتراماً ووقاراً، والألسنة مرطّبة بذكر الله صافية من شوائب الغيبة والنميمة والكذب لنيل رضا الخالق في شهره المبارك.

وفي كل عام نجدد المقولة المعهودة في وداع ضيفنا الكريم «وداعاً رمضان.. أهلاً بالعيد»، نودّع شهراً ببركاته آملين أن تستمر صفاء النفوس وتثبيت القيم وطيب العادات لدى الأبناء حتى بعد العيد لتسمو مكارم الأخلاق بين أفراد المجتمع متجددة مع قدوم شهر رمضان في الأعوام الآتية أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.